لم نكن نتوقع على الإطلاق أن تعملها اليمن وتفوز على المنتخب البحريني الشقيق في بطولة العرب التاسعة التي تجرى منافساتها حاليا في العربية السعودية، وتحديدا في مدينة جدة صاحبة أكبر تجمع يمني.. لم نكن نتوقع الفوز على البحرين لأننا بدأنا المشاركة بنوع من العشوائية والهرجلة.. والإساءة للوطن من خلال عدم عزف نشيدنا الوطني الذي أصابنا جميعا بالإحباط.. وجعلنا نعتقد أن مشاركتنا لن تختلف عن سابقاتها وما أكثرها!، حيث إننا لم نكسب ولا مرة واحدة في حياتنا على أي من الأشقاء، فما الذي سيغير من الوضع خاصة وأن مباراة الافتتاح صفعتنا للمرة الثانية على التوالي بالخسارة من الأشقاء الليبيين بثلاثية لهدف، فعندما تتعرض ألا لتجاهل متعمد بعدم عزف نشيدك الوطني، وكأنك كمالة عدد، وثانيا بالخسارة وفي مباراة الافتتاح، فأنك سوف تلغي وتستثني كل مفردات التفاؤل..والثقة.. وتستبدلها بتلك التي تعودنا عليها دائما.. عز الدين أضرط من أخيه.. ولكن!.
ولكن عملها الكابتن سامي وأعطانا الفوز من حيث لم نكن أن نتوقع، وحقق لنا الانتصار ربما الأول من نوعه، منذ أن اتحدت أيادي سبأ.. الأجمل من ذلك أن الفوز لم يكن يتوقعه أحد باستثناء الكابتن سامي الذي كان تصريحه قبل المباراة وعدا حازما، وليس فيه أي إفراط في التفاؤل، أو هكذا رأيناه أنه تصريح مليء بالثقة، ويمنحه خط رجعة إذا - لا سمح الله - جاءت الرياح بما لا تشتهيه سفن (أبو حسن)، لكنه للأمانة راهن - أي الكابتن سامي النعاش - على عدد من الملاحظات والمواقف والمشاهدات.. لعل أبرزها قراءته الجيدة للمباريات.. وشاهد لقاء الافتتاح وعرف بطبعه الخبير أن البحرين ليس بذلك البعبع الذي يخشى، أو نخاف منه.. وقرأ كذلك بصدق إمكانيات لاعبيه، وقدراتهم، وعزف على ضوء ذلك.. عفوا رسم على ضوء ذلك خطة اللقاء الثاني الذي فاز به، واستطاع كيف يستفز همم أولاده، وأبناءه، ولاعبيه.. وليس كل مدرب يعرف ويجيد استخراج طاقات لاعبيه، ويجعلهم يقدمون الأفضل.. فالكابتن سامي لعل من أهم سجاياه وخصائصه أنه يفطن لهذه المسألة ويدفعها للأمام.
صحيح أن الفريق البحريني لم يكن ذلك الفريق الذي عهدناه، وشاهدناه يصارع للتأهل لنهائيات كأس العالم، ولم يكن في مستواه المعهود، لكننا انتصرنا.. نعم انتصرنا.. أتعلمون متى آخر مرة انتصرنا فيها رسميا كانت في صنعاء بعد خروجنا من خليجي (19) في تصفيات مونديال ألمانيا.. هكذا أعتقد كلقاء رسمي.. وصادف أنها على يدي الكابتن نفسه سامي النعاش الذي حل محل المدرب المصري القدير محسن صالح بعد خسارتنا الثقيلة أمام السعودية في ثاني مبارياتنا.. فأقيل محسن صالح.. وحل محله (أبو حسن).. وليس مباريات ودية كالتي حدثت في تحضيرنا لخليجي عدن التي فزنا في كل مباريات التجريب.. وخسرنا جميع المباريات الرسمية!!.
على كل.. وعلى الرغم من إننا لم نشاهد المباراة كعادة الإخوة في الكهرباء، إلا أننا في غاية السعادة والسرور.. والحمد لله الذي أطال في أعمارنا وجعلنا نفوز قبل الموت.. علما بأنه فوز ناقص لأننا لم نشاهد اللقاء، ولكن علمنا به.. وفرحنا به.
وبصراحة يكفي أبطالنا أنهم حققوا فوزا، وأخرجونا من نفق النقطة، ومن بعده صفر اليدين.. اليوم لدينا ثلاث نقاط.. اللهم إنا نحمدك ونشكرك على ذلك.. ويكفينا ما نحن فيه لأن الطمع لا يكون إلا بذكر الله سبحانه وتعالى.
يا شبابنا أسعدتمونا.. والله العظيم.. ولا يهم ما سيحدث أمام المغرب، إذا كان عندكم زيادة فأهلا بها.. وإلا مسامحين دنيا وآخرة.. واليوم يشرفني أن حكيت لأولادي. وقلت لهم (فريقنا الوطني.. انتصر يا رجالة).
عيدروس عبد الرحمن
فريقنا الوطني.. انتصر يا رجالة!! 2024