نستنكر استهداف الطيران الأمريكي والأجنبي لمحطات توليد الكهرباء في صنعاء والحديدة، والمنشآت الحيوية في اليمن، كما ندين بشدة التحرشات الحوثية بأمن الملاحة الدولية في البحر الأحمر، واستهداف السفن الأجنبية العابرة من أجل استجلاب التدخل العسكري الأجنبي بكل أشكاله.
تستخدم حاملة الطائرات الأمريكية التي تقلع منها هذه الطائرات المغيرة، وفقا لبعض المصادر، منطقة ما بعد خط التنصيف البحري بين اليمن وجيبوتي كقاعدة لعملياتها، بمسافة 10 كيلو شمال باب المندب، وهي مسافة مرمى مدفعية من المواقع الحوثية، بل إن كاميرات "الايمجز" المحمولة عليها والمنصوبة على الفنارات هناك تلتقط صور أفراد المليشيات الحوثية وتحركاتهم على الدوام.
وهو ما يعني أنه بإمكان المواقع الحوثية استهداف هذه الحاملة بسهولة ودون عناء بدلا من إطلاق الصواريخ إلى حيفا، والتي تعترضها المضادات الإسرائيلية باستمرار وتسقطها، وإذا وصلت بسلام تصل بدون حمولة تدميرية بفعل طول المسافة، ولكن كما يبدو يكفي الحوثي منها الهدف الدعائي للاستهلاك المحلي.
هذا المشهد المعقد الذي يحيكه الحوثيون يحتاج إلى تحليلات استراتيجية وفلسفية عميقة لفهم أبعاد اللعبة، وفهم دوافع أطراف الصراع المعنية، ولا يمكن تفسيره بالتحليلات السياسية التقليدية، بل يحتاج إلى مفكرين وفلاسفة يستطيعون استكشاف أبعاده وسبر أغواره.