لا ندري لماذا نحن لا نجيد، ولا نعرف كيف نستفيد من الفوز.. وكيف نستثمره لمدة أطول ومساحة زمنية أكثر.. لأننا لا نجيد إطالة عمر الفرح والسرور.. ولا نعرف حتى كيفية إبقائه مطولا في شفاهنا، والاستمتاع أكثر به.. فالفوز الكبير الذي حققه ناشئة فريقنا الوطني لكرة القدم في بطولة العرب للناشئين أولا على الجزائر بثلاثية نظيفة ومن بعد على المغرب بهدف للاشيء.. وتأهلنا للمربع الذهبي لناشئة العرب.. فالجميع أحس أننا أمام منتخب واعد وشباب صاعد، وفتحت لنا أبواب الأمل والتفاؤل باحتمالية تكرار مونديال فنلندا الذي صغارنا سبقوا الكبار ووصلوا إلى عرس عالمي يحدث في الأحلام فقط .. ولكنه صار حقيقة في تلك المدة.
التأهل للمربع الذهبي من صغارنا في بطولة العرب للناشئين جعل الكثير منا - ونحن منهم - أمام تجربة مماثلة إن لم تكن أفضل بحكم التجربة والممارسة التي استفاد منها مدرب الإنجازات الكابتن أمين السنيني.. ولكن يا فرحة لم تتم.. لأننا خسرنا أمام العراق بثلاثية نظيفة.. وصدقوني فالخسارة في عرف الكرة واردة ومتوقعة وطبيعية لكن أن تفوز أولا على فرق تنشد الصدارة، وتحتل المركز الأول في مجموعتك وبعدها تخسر بثلاثية.. أعتقد أن هذا كثيرا وهناك خطأ في الحساب أو في التقدير.. أو أن هناك أمورا أخرى أفقدت اللاعبين توازنهم وتركيزهم وخسروا أمام العراق بثلاثية في حين إنهم وفي مباراتين مهمة خرجوا وشباكهم نظيفة.
الصحيح إننا لم نشاهد المباريات حتى نحكم بما نرى وبما نشاهد.. والصحيح كذلك أن المنطق والعقل يأبيان علينا تقبل نتيجة مثل هذه مخالفة لكل الأحداث والنتائج التي سبقتها لأننا فزنا أولا في لقاءين.. مما أعطى صغارنا الدافع والحماس والإصرار على مواصلة التألق.. والأكيد معرفتهم بوقع وتأثير هذه الانتصارات داخل البلد وفي ربوع الوطن.. وهذا يزيدهم تألقا وإبداعا ليكونون سببا في اسعاد شعبهم الذي صار في أمس الحاجة للاسعاد وللفرح وللاحتفال.
لا نريد من ذلك محاسبة أو كشف حساب لا والله.. ولكن نريد الاستفادة من الذي حدث، وعدم تكراره في البطولة القادمة التي هي الأهم.. وهي الطريق الوحيد المؤدي لايصالنا إلى ما ننشده ونأمله ونتوخاه، وصارت قلوبنا معلقة به.
برجاء ومناشدة للجهاز الفني القدير ومعه لجنة الفرق الوطنية - إن كان هناك لجنة - وقيادة اتحاد الكرة دراسة وتقييم تجربة المشاركة لناشئتنا في بطولة العرب للناشئين، ومعرفة الأسباب والحيثيات التي أدت إلى الخسارة الموجعة أمام العراق.. بصدق وموضوعية وشفافية وتقييم المشاركة ككل لتكون دافع للصغار وتجربة يستفاد منها في الاستحقاق القادم، وهو الأهم في نهائيات آسيا للناشئين.. حتى لا نقع في المحظور.. ولا نلدغ من ذات الجحر مرتين.. وتقييمكم اعملوه لوحدكم.. وحتى لا يطلع عليه أحد.. المهم الاستفادة من تجربة كهذه.. وعدم تكرارها في موقعة لاينفع فيها الندم.. والله ولي التوفيق.. وكفى.