الليلة ليلة عيد.. الليلة ليلة فرح.. والليلة ليلة تتويج واحتفال.. والليلة ختامها مسك.. وفي ذلك فليتنافس المتنافسون.. لا يهم من يفوز باللقب بالنسبة لنا لأننا عرفنا وخبرنا أن الأبطال يظهرون ويسطعون من روابي مدينة إب ولن يخرج منها أبدا لأنها ألقت القبض على الدرع، وأخرجت للدرع بطاقة شخصية باعتباره من أبناء مدينة إب ولوائها الأخضر.. ومسألة أن يتنقل من حارة لحارة أو من شارع لشارع، فهذه شئون داخلية وأمور تندرج في إطار وجغرافية المدينة.. والمنتظر والمطلوب من أبناء مدينة الكرة اليمنية أن يتحفونا بفنياتهم، ويؤكدون للقاصي والداني أن المدينة التي أنجبت فريقا (الشعب والاتحاد) جديرة باللقب ووصول ممثليها إلى هذه المرحلة المتقدمة من البطولة، وانحصار اللقب بين يديها إنما هو تأكيد بأنها الأحق باللقب.. لذلك ننتظر نحن عشاق الفن الأنيق والأداء الكروي الراقي أن تكون مباراة اليوم عبارة عن خلاصة الأداء الذي قدمه الفريقان.. ولب وإكسير الاستحقاق الكروي للفريقين طوال الموسم.. والقطفة الأولى من حصاد موسم كروي حافل بالإبداع.. الإمتاع.. الإشباع.. الإقناع بأن شباب مدينة اللواء الأخضر هم حاملو لواء الكرة اليمنية إلى حين يظهر بطل جديد في الموسم أو المواسم القادمة.. وعلينا أن نعي جيدا أن البطولة والدرع ستذهب لفريق واحد.. والتتويج سيحمله فريق واحد وبطل واحد.. دون أن نلغي البطل الآخر ودون أن يحرم البطل الآخر من أحقيته وجدارته في الاحتفال والفرح وطعم السعادة.. يكفي مدينة (إب) أنها شاركت بفريقين (الاتحاد والشعب) فاحتلا المركزين الأول والثاني وتركا الفتات وبقايا الوليمة لباقي فرق محافظات البلاد، وهذا بحد ذاته إنجاز وأسبقية ربما سبقتهم فيها فرق العاصمة مع أكثرية المشاركين وليس بفريقين فقط كما هو الحال اليوم.
مباراة الليلة لن تخرج عن التقاليد والأعراف التي عودتنا عليها الفرق البطلة، لأن الأبطال هم من يحملون الروح الرياضية والأخلاق الرياضية والسلوك الرياضي القويم والنموذجي الداعي للتنافس الشريف والعفيف والنظيف طوال الدقائق التسعون بحماس وجدية ومثابرة وسعي للفوز.. أما النتيجة فهي في علم الغيب ويدخل فيها الحظ.. والتوفيق.. وانتهاز الفرص .. وأشباه الفرص.. وكلنا يعلم وشاهد الكثير من اللقاءات والمباريات التي ذهبت نتيجتها وآلت للفريق الذي سانده الحظ ووقف بجانبه التوفيق.. ولكن.. ولكن ما يهمنا الليلة أن العالم الكروي والوطن بأكمله وربما عدد من دول الجوار سوف تضبط ساعاتها وأقمارها الصناعية صوب ملعب المباراة.. وفي اتجاه وقبلة الكرة الإبية لمشاهدة من أدهشونا وأمتعونا وروضونا كرويا طوال موسم كامل (المهم لا تقطع الكهرباء) كما هي سوابقهم في الأوقات النادرة يعملوها بلا حرج.. فكلا الفريقين (بطل) الاتحاد بطل والشعب بطل.. والعيب في أنظمة الكرة وقوانينها التي لا تقبل بأكثر من بطل.. ونرى أن المردود المادي للفريقين يقتسمانه بالتساوي.. أو أن اتحاد الكرة كما هي عادته في المواعيد الكبرى أن يتجاوز هذه المرة النظام ويعطل اللائحة مؤقتا لإعطاء الوصيف ذات المقابل المادي الذي حصده البطل باعتبارنا أمام بطولة استثنائية بكل الأشكال والمقاييس.. وأمام فريقين كلاهما بطل.. ويا شيخ أحمد خليك كريم.. فرمضان كريم.
عيدروس عبد الرحمن
العروس (إب).. فمن العريس؟!! رمضان كريم.. خليك كريم 2362