في الأسبوع الماضي قرأت بشكل سريع في أحد الأكشاك بعض العناوين المنشورة في إحدى الصحف الصفراء التابعة لعائلة صالح عن الشيخ الزنداني من قبيل: (الشيخ الزنداني يتهم وزير الإعلام والوزيرة حورية مشهور بالتطاول على الإسلام وتشجيع الانحلال الخلقي ..
الشيخ الزنداني يفتح النار على الأحزاب والمنظمات والناشطين ويهدد: أي حزب يتبنى الدولة المدنية سيُعرض نفسه للخطر..
الناشطون والحقوقيون ومنظمات المجتمع المدني عملاء للغرب وضالعون في مؤامرة ضد الإسلام وضد اليمن .(
ورغم أنني من المهتمين والمتابعين لما ينشر حول علماء اليمن عموماً والشيخ الزنداني خصوصاً، إلا أنني لم أشتر تلك الصحيفة لأنها صحيفة فاقدة للمصداقية والكل يعرف ذلك ولا داعي حتى للإطلاع على ما يؤلفه كتابها من أكاذيب مضحكة وافتراءات يتخيلونها وكله لذمة المصادر المقربة .
لم أشغل نفسي بما نشرته تلك الصحيفة عن الشيخ فليس غريباً عليها مثل ذلك ولكن الأغرب من هذا كله أن تنقل عنها صحف رصينة ومواقع إخبارية محترمة ولكنها سقطت في فخها وأعادت نشر تلك الأكاذيب التي تخيلها الخبرة ونسبوها للمصادر المقربة وهنا كان لا بد لي من وقفات أفند فيها تلك الأكاذيب وأقف معها وقفات توضيحية حتى لا يلتبس الأمر لدى البعض ..
1. ذكرت الصحيفة أن هناك فعالية أقامها الشيخ الزنداني لإشهار كتاب عن الدولة المدنية والحقيقة أن الشيخ الزنداني لم يقم أي فعالية من هذا النوع وهذا الفعالية لا وجود لها إلا في أذهان أولئك المؤلفين الفاشلين لم يهاجم الشيخ الزنداني وزير الإعلام الأستاذ علي العمراني كما لم يهاجم وزير الشؤون القانونية د. محمد المخلافي ووزيرة حقوق الإنسان حورية مشهور ولم يتهم أحداً, لا الناشطين المدنيين ولا منظمات حقوق الإنسان وحقوق المرأة في اليمن ولم يذكرهم من قريب أو بعيد لأن تلك الفعالية لم تقم أساساً.
2. ما ذكرته تلك الصحيفة على لسان الشيخ الزنداني بخصوص الدولة المدنية ودعاتها لا أساس له من الصحة وإنما هناك كتاب للدكتور إسماعيل السهيلي - رئيس قسم العلوم السياسية بجامعة الإيمان- بعنوان : ( فخ الدولة المدنية وعلمنة اليمن), ولقد تولى نشر الكتاب مركز مستقل وهو مركز البحوث للدراسات السياسية والإستراتيجية, والكتاب لم يوزع حتى الآن وسيوزع بعد إجازة عيد الفطر والمركز لم يقم له أي فاعلية حتى الآن .
3. ما نسبته الصحيفة للشيخ الزنداني بخصوص الدستور اليمني والمساعي التي يبذلها بعض الأطراف لتعديله أورده مؤلف الكتاب المذكور سابقا في فصل بعنوان:( علمنة الدستور اليمني ) حيث أورد نماذج مختارة من مشروع الدستور الجديد الذي حصل على نسخة مسربة منه وسيناقش في مؤتمر الحوار القادم وما ذكرته الصحيفة بالنص : ( حيث اعتبر الزنداني الدعوة لصياغة دستور جديد بدلاً عن تعديل الدستور الحالي "هي الغطاء الذي يسعى من خلاله دعاة العلمنة لعلمنة الدستور اليمني) ما ذكر بين قوسين أورده الدكتور السهيلي في كتابه صـ 239.
4. ما ذكرته الصحيفة عن استنكار الشيخ الزنداني لترحيب وزير الشؤون القانونية بالدور المنتظر لجهات خارجية "فرنسا" لصياغة الدستور اليمني الجديد الذي سيتم فيه حذف كثير من المواد المستمدة من الشريعة الإسلامية واستبدالها بمواد تعارض الشريعة ذكره مؤلف الكتاب في الفصل الذي خصصه المؤلف حول علمنة الدستور اليمني صـ 74 .
وهكذا وكما يرى القارئ الكريم فهناك من هو مهووس بمهاجمة الشيخ الزنداني , ولم يع أولئك النفر أنهم اليوم أمام مدرسة تتصدى بحزم وبعمل ومعرفة لترهات العلمانيين التي لا يقبلها الشعب اليمني بأغلبيته الساحقة وليس الشيخ الزنداني فحسب , ولكن يبدوا والله أعلم أن استهدافهم للشيخ الزنداني يدر على جيوبهم الكثير من المال فهم في نهاية المطاف مجموعة من المرتزقة وليسو أصحاب مهنة لها أخلاقها الرفيعة والسامية .
5. ما ذكرته تلك الصحيفة الصفراء ومن نقل عنها أن الشيخ الزنداني هاجم وزير الإعلام الأستاذ علي العمراني، فتلك أيضاً أكذوبة لا أساس لها من الصحة والحقيقة أن مؤلف كتاب ( فخ الدولة المدنية وعلمنة اليمن ) الدكتور إسماعيل السهيلي أورد في كتابه ما يلي : ( والمؤسف أن بعض الصحف الرسمية اليمنية والتي تمول من الخزينة العامة للدولة كانت من أكثر وسائل الإعلام ترويجا للتطاول على حرمات الإسلام ولم تتوقف عن ما تقوم به رغم نصح وشكوى الغيورين من علماء اليمن ودعاته ووصول ذلك للنظام السابق ) . وهذا النص مذكور في الكتاب صـ 117 / وصـ 118 ومن الواضح أن المؤلف يقصد النظام السابق بدليل قوله ( كانت ) و ( ووصول ذلك للنظام السابق ) فضلا عن سياق الكلام الذي لا ينكر أنه موجه للنظام السابق إلا جاحد . ومع ذلك فالخُبرة دون أي خجل أو حياء نسبوا الكلام للشيخ الزنداني وليس لصاحبه الحقيقي الدكتور السهيلي, ثم وجهوه ذلك الكلام للأستاذ علي العمراني وزير الإعلام الحالي والكل يعرف من هو علي العمراني وأخلاقه وأسلوب إدارته , لكن من تجردوا من القيم والأخلاق لا يعشوا ويتعيشوا سوى على الكذب الرخيص لأنهم يكذبون وهم يعرفون أنهم يكذبون فهذا هو دينهم.
6. ما ذكرته تلك الصحيفة الصفراء عن مهاجمة الشيخ الزنداني لوزيرة حقوق الإنسان لا أساس له من الصحة ومثلما حدث مع الأستاذ علي العمري حدث مع الأستاذة حورية مشهور فالمؤلف تناول مواقف وزيرة حقوق الإنسان في النظام السابق هدى البان ولم يتحدث عن حورية مشهور قط ولعل أولئك المزرين لهم قلوب لا يفقهون بها ولهم أعين لا يبصرون بها ولهم آذان لا يسمعون بها أولئك كالأنعام بل هم أضل.
7. ما ذكرته تلك الصحيفة الصفراء عن مصادرها بقولها : ( ونقلت المصادر عن الزنداني قوله: "إن التمويل الأجنبي الذي يتخذ في الغالب شكل المساعدات والمنح والقروض، يمثل الأداة الرئيسية التي يتم من خلالها التأثير على القرار الحكومي اليمني الذي يتعلق بكثير من قضايا المرأة اليمنية". ما ذكر هنا أورده مؤلف كتاب ( فخ الدولة المدنية وعلمنة اليمن) صـ 244 والكتاب موجود وبإمكان أي شخص الحصول عليه بالتواصل مع المؤلف أو المركز الذي صدر عنه وبعد أيام سيكون في السوق وفي متناول الجميع , والحقيقة أن هذا القول وإن لم يكن للشيخ الزنداني، فهو من مدرسته فلقد أصاب كبد الحقيقة, فالجميع يعلم أن التمويل الأجنبي وسيلة من وسائل اختراق المجتمعات المسلمة وليست قضية التمويل الأجنبي التي أثارت أزمة بين مصر والولايات المتحدة ونشرت غسيل التمويل الأجنبي وكيف عبث بمصر وأمنها وشعبها عنا ببعيد .
8. ما ذكرته تلك الصحيفة بقولها ( وفي إشارة غير مباشرة إلى الناشطة أمل الباشا وغيرها من أبرز قيادات منظمات المجتمع المدني أكد الزنداني أن كثيراً من المنظمات النسوية اليمنية- حكومية وغير حكومية- تعمل بشكل مباشر وغير مباشر على علمنة قضايا المرأة اليمنية..) هو أغرب ما قرأته في مضمار افتراءات إعلام صالح ضد الشيخ الزنداني , وهو ليس نسب كلام شخص آخر للشيخ الزنداني فحسب بل وإسقاط كلام ذلك الشخص على أمل الباشا دون أي ذكر لها على مذهب تلك الصحيفة ( إشارة غير مباشرة ) يعني الخُبرة لم يعودوا منتظرين لأي شخص من جامعة الإيمان ينتقد أمل الباشا فهم يعرفون من يعبث ويكفي فقط لغة الإشارة , فيكفي أن يتحدث عن المنظمات النسوية والباقي عليهم , سينسبون الحديث للشيخ الزنداني وسيسقطون الحديث على أمل الباشا !! . ألم أقول لكم ان الخُبرة جاهزين .!! والقصد هو حشد أكبر قدر من الناس ضد الشيخ ولو بالكذب ولكن حبل الكذب قصير وسيقيض الله لهم من يقف لهم بالمرصاد , ولكن هؤلاء وبهذا الفعل يخدمون قضية الشيخ الزنداني ومدرسته من حيث لا يعلمون، فإذا أراد الله أن ينشر فضيلته، فليجعلها على لسان حاسد .
9. بخصوص ما ذكرته تلك الصحيفة الصفراء ومن نقل عنها عن تغييرات في المناهج الدراسية وما ذكرته عن المعاهد العلمية ودعاة التجديد الديني والحديث عن التجربة التركية ( بخصوص التجربة التركية نحن مع الاستفادة منها وندعو لذلك كل حين) وكذلك الإشادة برئيس الحكومة محمد سالم باسندوه الذي قال بأنه "أكد التزام الحكومة برفض كل أمر يخالف الشريعة الإسلامية"، كما أشاد بالمشير عبد ربه منصور هادي لتعميده الرسالة المذكورة بهذا الشأن.. والدعوة لتشكيل "لجنة متابعة غير حكومية تتولى مهمة متابعة التزام الجهات الحكومية بعدم السعي لسن أي تشريع من شأنه ان يخالف الشريعة الإسلامية".. و "هيئة نسائية يمنية غير حكومية" لتولي مهمة التصدي لعملية علمنة قضايا المرأة اليمنية، كل هذا أورده الدكتور إسماعيل السهيلي في كتابه المذكور سابقا , وبالرغم من أن الصحيفة الصفراء ومن نسج على منوالها يحالون تشويه الصورة ولكنه شرف للمؤلف أن يكشف هذه الحقائق للشعب اليمني الذي يعرف طريقه جيدا , شرع الله فيحتاط وينبري للدفاع عن عقيدته وشريعته الغراء.
10. ونختم مع ما ذكرته الصحيفة عن حديث الشيخ الزنداني في حديثه عن " الإصلاحيين الجدد" فهنا لم تكتف تلك الصحيفة الصفراء بنسب ما ذكره الدكتور السهيلي للشيخ الزنداني بل زاد الماء على الطحين وزاد الخيال عند الخُبرة وتخيلوا الشيخ الزنداني وهو يتحدث عن " الإصلاحيين الجدد " بنبرة حزينة ولم يكفهم النبرة الحزينة التي تخيلوها للشيخ وإنما زادوا عليه شيء مضحك جدا وهو ما يلي : (وهاجم الزنداني بصورة غير معلنة القيادي والإعلامي الإخواني البارز نبيل الصوفي) بالضبط كما فعلوا مع أمل الباشا فهم يعرفون أصحابهم جيداً, مع العلم أن نبيل الصوفي لا هو قيادي إعلامي في الإخوان ولا حتى صحفي بارز في الإصلاح وقد أعلن استقالته من الإصلاح في العام الماضي لكن كتاب إعلام عائلة صالح منحوه منصباً قيادي في الإخوان هذا العام, فعلاً شر البلية ما يضحك , وما أنا متأكد منه أن نبيل الصوفي لا يكاد يخطر على بال الشيخ الزنداني من الأساس.
///////
محمد مصطفى العمراني
عن الشيخ الزنداني والدولة المدنية 2501