عندما صدر قرار رئيس الجمهورية بتعيين الأستاذ شوقي أحمد هائل محافظاً لمحافظة تعز سادت موجة من الارتياح في أوساط أبناء تعز وعزز من تفاؤل الناس وارتياحهم تلك الخطوات الرائعة التي بدأ بها شوقي هائل عهده كمحافظ لتعز كفتح مكتبه أمام الناس ومحاربة جادة لظاهرة حمل السلاح بإجراءات حازمة وحملة توعية ناجحة وملاحقة أمنية للعصابات التي أخافت الناس وغيرها من الإجراءات والخطوات الإيجابية التي أثارت ارتياح الناس وإعجابهم ولكن يا فرحة ما تمت، فلم تدم تلك الإجراءات والجهود الطيبة التي بذلها شوقي هائل طويلاً، إذ شهدت انتكاسة محبطة وبدأ المسلحون يعودون لتعز تدريجياً وبدأت العصابات وفوضى السلاح تطل برأسها من جديد ولكي نكون منصفين، فمحافظ تعز مثلما نجح في حل بعض القضايا فشل في قضايا أخرى لأسباب غامضة مثل وعوده بحل قضية الجنود المنضمين للثورة وغيرها.
ولست ـ يعلم الله ـ ممن يبخس الناس أشيائهم وينكر الحقائق ويجحد الواقع ولكنها محاولة لاستنهاض همة هذا الرجل الذي يشهد له كثيرون بالنجاح والكفاءة لكي يواصل المشوار الرائع الذي بدأ به عهده وألا يخضع لضغوط بعض الجهات التخريبية وليبني شراكة فاعلة مع أبناء تعز الطيبين الذين يتطلعون لرؤية تعز مدينة نموذجية تحذو حذوها بقية مدن اليمن وهي تمتلك كل عوامل النهوض الحضاري والرقي المدني وما على المحافظ إلا أن يتوكل على الله ويتجه بإرادة صادقة لتطوير تعز المدينة والريف وتنظيفها من كل مظاهر السلاح والعصابات وكل ما يشوه مدنيتها ورقيها وسيقف معه كل أبناء تعز وسيؤهله نجاحه في تعز إلى ما هو أكبر من إدارة محافظة تعز.
لقد كنت في تعز قبل أسابيع فرأيت عشرات الجنود يقطعون الشوارع بأحجار ويمنعون مرور السيارات، فاستغربت على أبناء تعز وهم من نالوا حظاً كبيراً من التعليم والتثقيف سلوك مثل هذا العمل فقالوا لي: نحن نطالب برواتبنا الموقوفة منذ عام بكل سلمية وحضارية ورقي فتلقينا وعودا ذهبت أدراج الرياح ثم لجأنا مضطرين لهذه الوسيلة لعل وعسى يتم تسوية وضعنا ويبدو وللأسف أنه حتى اليوم لم يتم تسوية وضعهم.
قد حدث لي موقف ظريف في تعز يؤكد تواضع الأستاذ شوقي أحمد هائل واختلاطه بعموم الناس وهو أنني كنت أمشي ويرافقني بعض الشباب في بعض الأماكن، فأوقفتني امرأة عجوز وسألتني :
ـ أنت شوقي؟
ـ لا شوقي من تقصدي؟
ـ شوقي أحمد هايل
فتعجبت منها، فأخبرني الشباب أن الأستاذ شوقي أحمد هائل يقوم بجولات في الشوارع ويتفقد أمور الناس وبإمكان أي شخص مقابلته دون أي عناء، فظنت تلك العجوز أنك شوقي هائل فأكبرت الرجل وازددت له احتراماً ولكني حزنت لأن الرجل رضخ كما يقول بعض أبناء تعز للضغوط التي مورست عليه من بعض الجهات وفشل في حل قضايا بعض الفئات وسمح بعودة المظاهر المسلحة والعصابات وصرنا نسمع بين الحين والآخر بمقتل أشخاص في تعز وحدوث مشاكل ما كنا نتوقع حدوثها بعد توليه إدارة المحافظة.
شخصياً أتمنى على الرجل أن يخرج للناس في الشارع أو في الأماكن العامة أو يلتقي الشباب في الساحات أو حتى عبر وسائل الإعلام ويصارح الناس بالعراقيل والعقبات التي تواجهه وأن يدرك أن هناك جهات وجماعات عنف همجية كجماعة الحوثي المتمردة وحلفاءهم في التيار الإيراني التخريبي وبقايا النظام هؤلاء يتربصون بتعز ويحاولون التغلغل فيها وتجنيد بعض شبابها لأغراض تخريبية وقد نجحوا في استقطاب بعض أبناء تعز المؤثرين والتمترس ببعض المناطق الإستراتيجية والجبلية وغيرها من المخاطر التي يجب أن يقف لها محافظ تعز بالمرصاد ويحبطها، فهذا واجبه فنحن لا نريد لهذه المدينة أن تتحول لساحة صراع لقوى محلية أو إقليمية، فيجب على الأستاذ شوقي التنبه لمثل هذه المخاطر التي تحدق بهذه المحافظة التي كانت متوحدة في الثورة والتي تمثل درة اليمن ويمثل أبناء تعز صفوة أبناء اليمن ونخبتهم.
////////
محمد مصطفى العمراني
لماذا تعود فوضى السلاح والمشاكل الأمنية لتعز ؟!! 2552