وتعلق روحي بحبل الإرادة أعزلاً من كل ما يمكن أن يثأر لكرامتي؟ لماذا تجردني من سلاحي ووحدي من لا يملك حق الدفاع عن النفس وحق البحث عن أدلة البراءة؟ لماذا تجردني من سلاحي وكل من حولي مدججون بذخيرة الانتقام والثأر والعنف وبلادة المشاعر؟
أيها الباحث عن سلطة التمكين عبر شراييني، ماذا تعرف أنت عن أوجاع ذاكرتي وسجن خاصرتي وخندق حواسي المورقة بالحرمان؟! لماذا تجردني من سلاحي وأنا مكتوف السكينة، موثوق الحمي ولاعرين يحمي صغاري؟
أيها النظام الذي سحق البراءة بين يدي طفلتي وشبح رؤوس أبنائي وتقاذف أوصال مدينتي الباسمة، لماذا تجردني من سلاحي وأنا الشعب الذي استفاق من حلم الثورة على ورقة وقلم؟
أيها القانون المتجرد من فضيلة العدل كيف تجردني من فضيلة الصبر على ظلمك؟ أيها الجلاد الذي استحل ظهر عشيرتي وبطن قبيلتي وامتص دماء النخوة من أنامل وحدتي، إلى أين يمتد سوطك وحتى مت ستبقى مقصلتك؟.. لا تقف أمامي كأسطورة بائدة فأنا سيل الإنسانية وطوفان الحرية ورياح التغيير التي لا يتوقف مدها أبداً، أنا الشعب الذي سكن أكواخ الصفيح وأنابيب المجارير وأفترش ظهور الأرصفة ممتداً تحت مظلة الشمس حتى ارتدى جسده لون الربابة والسذاجة والنكد.
أنا الشعب الذي توارى خلف رغبته في الحياة ليبقى الوطن، وأنا الشعب الذي أطعمته الثورة حنوط الموتى وألبسته الخيانة أرداء كفن، فلماذا تسلبني حق البقاء وحق الفناء.
أيها الوهج المشتعل في أحشاء الجحيم؟ يا قطعة من حلوى المستحيل ممضوغة! من أي أنواع السكر كنتي مصنوعة؟ يوم انشغالنا بتذوقك مندهشين بطعم المرارة الحلوة في سبيل أن نعيش، نعيش كما الآخرون في بيت كبير ووطن دفيء وعائلة لا تضيع أحلى سنوات عمرها وهي تبحث عن لاشيء! لماذا تجردني من سلاحي وحولي غابة بشرية حاكمة قتلتني حين أتيتها بصدرٍ عارٍ فألقمت أحشائي رصاصة وأهدتني بندقية؟ كيف تجردني من سلاحي وأنا الشعب الأصم الأبكم الأعمى عن خطايا الحكام وأخطاء الرعية! سأكتب هذا في الوصية، سأقول إن الشعب الذي رفض الوصاية لن يقبل الخيانة في شكل هدية وأن للوطن كل الأولوية، وإن هذا الشعب أخفى سلاحه حين كانت ثورته بحثاً عن الهوية.
ألطاف الأهدل
لماذا تجردني من سلاحي؟؟ 2348