;
ألطاف الأهدل
ألطاف الأهدل

ماذا أبقيتن للمتبرجات؟! 2162

2012-08-20 23:13:12


سؤال وحدت نفسي أطرحه مرغمة لأنني أؤمن بمساحة الحريات الشخصية التي يمتلكها كل إنسان على أرض سلوكياته الخلقية (بفتح الخاء) والخُلقية (بضم الخاء)، لكن الأمر الذي أطرحه تجاوز مساحة الحدود الشخصية وأصبح خللاً اجتماعياً خطيراً لا يأبه لوجوده كثيرون، فقد أصبح الحجاب مؤخراً وسيلة من وسائل الزينة، وأداة من أدوات تشذيب الجمال ولعله أصبح ـ وبكل أسف ـ سبباً من أسباب التحرش الذي تشكو من استفحاله النساء اليوم، ولو لم أرى ذلك بنفسي لقلت إن المبالغة في مجتمعنا تطورت كما تطورت من قبلها الشائعة التي وجدت في الجهل مرتعاً خصباً للنمو، لكن كما أسلفت، رأيت الأمر بنفسي وتعجبت أن يصل حد الاستهتار بالحشمة إلى هذه الدرجة لدى نساء مجتمعنا المتعلمات الواعيات اللاتي يضربن دوماً أروع الأمثال في ثقافة واقتدار وصبر ونضال المرأة اليمنية، ما رأيته وأراه كل يوم هو دعوة سافرة للتحرش لم تحسب لها النساء حساباً أو ربما فعلت، لكنها داست على ورقة العرف وتجاهلت عنوة تعاليم الدين وأسرفت على نفسها حد البذخ في جولة عرض وطلب رخيصة جداً!
فلم يعد الحجاب يخفي عورةً، ويستر سوأة، ولم يعد الحجاب وقوراً في شكله ولونه ونكهته أيضاً، بل أصبح يشف ويصف ويصور ما لا تستطيع أدق كاميرا أن تلتقطه من زوايا الأجسام المتسربلة بثياب الشُهرة!
فماذا أبقيتن أيتها النساء للمتبرجات من نساء أوطانٍ أخرى؟ ها أنتن قد أظهرتن من زينتكن وأكثر من زينتكن لمن هم ليسوا ببعولتكن ولا إخوانكن ولا أبناءكن ولا آبائكن ومن ليس لكن بمحرم، فلماذا تفعلن هذا وأنتن بنات مجتمع محافظ، العيب فيه أقوى من الجريمة؟!
وكيف تفعلن هذا وأنتن تعلمن قول الله تعالى (وليُدنين عليهن من جلابيبهن ذلك أدنى أن يُعرفن فلا يؤذين) صدق الله العظيم (الأحزاب)؟ كيف تفعلن وقد تعلمن شروط الحجاب الإسلامي معنى ووصفاً؟ وما الفائدة التي تجنينها من هذه الزينة المتكلفة والأقمشة الملتصقة بالأجساد؟ ولماذا هذا الإصرار على إسقاط الرجال في فخ التحرش والغواية؟
ألا يكفي ما نراه في تلك المحلات حين يقوم صاحبها بقياس طول المرأة وعرضها ومحيط صدرها وخاصرتها لخياطة البالطو المعجزة الذي سيحطم الرقم القياسي في التبرج والتزين والسفور بينما يقول الله خالق الناس أجمعين في كتابه الكريم (ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى)!
أيتها النساء المسلمات، يا نساء المجتمع اليمني المحافظ، أتقين الله فيما تصنعه أيديكن برجال لا يستطيعون إطعام أنفسهم لعاهة أو عجز أو فقر أو تأخر فرج وشدة عُسر، أتقين الله فيهم وهم يرون بأعينهم ما تشتهيه أنفسهم مع العجز عن الوصول إليه بالحلال الطيب، أقسم أنني سمعت أحد الشباب يدعو على هؤلاء النساء اللاتي يفتعلن تزيين حجابهن الإسلامي سواءً كن ملثمات أو سافرات ولقد رأيت بنفسي الكثير مما يُخجل ويُخزي ويثير حفيظة الدين والعيب والعرف حتى تصل إحداهن وسواها من نساء مثقفات إلى وضع الماكياج في نهار رمضان، فما الذي بقي ولم نفعله من الذنوب والآثام؟
ثم بعد هذا نتجرأ أن ندعو يا رب ـ يا رب.. ونظن أن يكون حليفنا النصر؟!....
 

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد