تزايدت مؤخراً وتيرة الاعتداءات على أنابيب النفط وحقول الغاز وهو ما يؤدي قطعاً إلى خسائر فادحة يتكبدها الاقتصاد الوطني جراء هذه الاعتداءات المتواصلة التي تنسب إلى تنظيم القاعدة الذي يبدو أنه تحول إلى شماعة تعلق عليها مثل هذه الاعتداءات والتفجيرات والاغتيالات.
في خطابه الأخير يوم الأحد الماضي دعا الرئيس هادي الجميع إلى الوقوف الجاد أمام خطر القاعدة لكنه في الوقت نفسه أتهم " أطراف أخرى " بالاعتداء على أنابيب النفط والغاز وخطوط الكهرباء وهو اعتراف رسمي يؤكد صدق الاتهامات الموجهة إلى تلك العصابات التي يمولها الرئيس السابق " صالح" والذي دعا أنصاره إلى دعم جهود الرئيس هادي وتعون معه وهي إشارة لبلاطجته بعمل العكس كما هي عادته التي يشهد عليها الواقع حيث عودنا صالح على أن يعمل عكس ما يقول.
هناك سبب هام جداً لتزايد هذه الاعتداءات على أنابيب النفط وهو أن استمرار ضخ النفط والغاز بشكل متواصل فضلاً عن كون هذا التدفق المتواصل سيضخ هو الآخر المليارات إلى خزينة الدولة مما يساهم في دعم مسيرة التنمية والاستقرار سيؤدي إلى كشف الإحصائيات الأرقام الحقيقية لكميات النفط المنتجة وعائداتها ومن هنا سيعلم الجميع حجم ومقدار النهب المخيف من قبل عائلة صالح لهذا القطاع الحيوي الهام، حيث لم تكن توجد أي معلومات رسمية حول مقدار ما تنتجه بلادنا من النفط والغاز وعائداتهما والنسبة المأوية التي تصل لخزينة الدولة من هذي العائدات.
لقد كانت المعلومات حول الأرقام الحقيقية لكميات النفط المنتجة وعائداتها وما يصل من هذه العائدات لخزينة الدولة بمثابة الصندوق الأسود الذي يحتفظ صالح وعائلة وقلة قلية من المسئولين بمعرفة خباياه وكان الاقتراب منه ومحاولة معرفة بعض خباياه بمثابة مغامرة غير محسوبة المخاطر وتحد شخصي لصالح.
حدثني مسئول كبير في وزيرة النفط أن مقدار ما كان يصل لخزينة الدولة من عائدات النفط والغاز لا يكاد يصل 40%، بينما يذهب حوالي 60% من عائدات النفط والغاز إلى عائلة صالح وعصابتهم وحتى 40% من العائدات التي تصل للخزانة يتم هبر ما نسبته 50% منها ورجح هذا المسئول أن تعمل عائلة صالح وعصابتهم على عدم استمرار تدفق النفط والغاز بشتى السبل والوسائل وأن تحرك عصاباتها لاستهداف أنابيب النفط وحقول الغاز حتى تغطي على فضيحتها المخزية وحتى لا يعرف الشعب مقدار ما كانت تنهبه من هذا القطاع الحيوي الهام والذي يمثل شريان الحياة لخزينة الدولة خاصة وأن هذه العائلة الفاسدة ما تزال ترغب بالبقاء والعودة للحكم بشكل أو بآخر رغم كل ما اقترفته بحق هذا الشعب من جرائم.
وهناك أمر آخر يؤكد ما ذهب إليه هذا المسئول وغيره هو حرص عائلة صالح التي تسيطر على القرار داخل المؤتمر على أن يكون وزير النفط والثروات المعدنية من حصة المؤتمر في حكومة الوفاق وضحت بوزارة أخرى هامة كالداخلية والإعلام مقابل بقاء تلك الوزارة في تشكيلة المؤتمر وبقاء وزيرها من المقربين لعائلة صالح وذلك للتغطية على هذه الفضائح المخزية والنهب المخيف من قطاع النفط والغاز.
فهل أدركتم الآن سر هذه الاعتداءات المتواصلة على أنابيب النفط وحقول الغاز؟!!
محمد مصطفى العمراني
سر الاعتداءات المتواصلة على أنابيب النفط!! 2480