كنت في السابق أفرح كثيراً عندما أعلم بأن مولداً جديداً جاء إلى الدنيا.. واليوم ينتابني شعور بالقلق كلما جاء إلينا وفي عالمنا فرد جديد.
هل تعلمون لماذا؟! لأنني قرأت خبراً يفيد بأن هناك آثاراً سلبية تنجم عن الزيادة في المواليد في دول العالم الثالث وهذه الآثار السلبية تتعلق بالموارد الطبيعية إذ سيحدث استنزاف لها مما سيؤدي إلى اختلال التوازن بين البشر والبيئة، والمؤسف جداً في الأمر أن تلك الآثار السلبية لن تحدث إلا في دول العالم الثالث التي تعاني أساساً من تدهور في الأوضاع البيئية وقلة الموارد الطبيعية وأن وجدت الموارد لا تستغل بالطريقة الصحيحة ودعونا لا ننسى الفقر وعدم امتلاك التكنولوجيا المتقدمة التي تساعد في التغلب على المتاعب الاقتصادية، كل ذلك لا يبشر بقيام مستقبل واعد بالعطاء، بل يساهم في بقاء تلك الدول في محلها وتراجع عدد كبير منها إلى الوراء.
و نحن في اليمن نعد من دول العالم الثالث ونعاني من مشكلة الزيادة في المواليد وينطبق علينا كل ما تم ذكره أم أنا مخطئة؟
في صحفية "الأمناء" وفي عددها "168" قرأت موضوعاً عن الفنان المبدع والمتميز الراحل/ محمد سعيد عبدالله الذي لم يحظ بأي تقدير من الدولة على جهوده وذكرت صاحبة الموضوع عن حقوق الفنانين التي أصبحت مهضومة ومبعثرة وأن دور مكاتب الثقافة قد أضحى من المناسبات الوطنية.
وأنا هنا أضم صوتي لصوتها وأتساءل لماذا لا يكرم الفنان في بلدنا خير تكريم؟! ولماذا لا نهتم بالفن اليمني الأصيل؟! فنحن في اليمن لدينا العديد من الفنانين المبدعين والذين قدموا الطرب الأصيل وشدت أصواتهم بأجمل الأغاني التي لازالت عالقة في ذاكرتنا
محمد سعيد عبدالله وأحمد قاسم وطه فارع والعزاني والعطروش وعوض أحمد وأحمد علي قاسم ومحمد عبده الزيدي والجاوي والمرشدي وإلى آخرهم من الفنانين الذين عملوا وأثروا الساحة الفنية اليمنية بالفن اليمني الأصيل الذي يتغنى به الآخرون، ماذا قدمت الدولة لهؤلاء، تكريماً؟ لهم لا شيء يذكر سواء في حياتهم أو حتى بعد وفاتهم فالفنان يجب أن يكرم في حياته حتى يعرف أن جهده لم يذهب سدى، وما فائدة ذكر الفنان بعد موته، هذا لن يفيده في شيء ولن يخلده فهو في الأساس متواجد بين محبيه حتى بعد وفاته من خلال أشرطته التي تركها لنا.
لا أمانع من أن يكرم الفنان بعد موته ولكني أحبذ أن يتم الاهتمام بكل فناني ومبدعي هذا الوطن أثناء حياتهم.. فعلى سبيل المثال الآن الشاعر والأديب/ شوقي شفيق، أصيب بجلطة دماغية ألزمته الفراش فهل تحركت وزارة الثقافة؟! وهل عمل اتحاد الأدباء والكتاب شيئاً من أجل إنقاذ حياة هذا الشاعر والأديب الذي قدم الكثير والكثير لهذا الوطن؟!
هل نتحرك الآن ونكرمه بإنقاذ حياته أم ننتظر حتى ....... وبعدها نكرمه؟!
أناشدكم أن تتحركوا لإنقاذ حياته قبل أن يفوت الأوان!.
كروان عبد الهادي الشرجبي
قبل أن يفوت الأوان!! 2874