الأستاذ العزيز عبده الجندي وأمثاله ممن يهذفون بما لا يعرفون ويقولون في معظم الأوقات ما يملي عليهم دون ترتيب للمعلومات أو ربط بين الأفكار، فأقوال وتصريحات هؤلاء جميعاً لا تحسبوها شراً لكم، بل هي خير لكم ولكل منهم ما اكتسب من الإثم فهم غالباً يستهدفون الثورة ورجالاتها الأبطال، ظناً منهم وممن كلفهم بذلك أنهم سينالون منهم وهم بالحقيقة لا ينالون إلا من أنفسهم وممن كلفهم وكثيراً ما يقعون في أخطاء واعترافات على أولياء نعمتهم بقصد أو بغير قصد وهي حجه عليهم ودليل إثبات علي جرائمهم أما حديثهم علي الخصوم فغالباً ما تكون محض افتراء وشهادة لهم والحق ما شهدت به الأعداء.
وإذا تصفحنا بهدوء مقال الجندي في أضواء صحيفة الجمهورية يوم الاثنين الماضي 1/10/2012، فهو في هذا المقال الذي أراد الإساءة به للواء الركن/ علي محسن صالح، فالحقيقة أن الذي يقرأ المقال بتأني يجد أنه قد شهد للواء محسن وأثبت سوء نية الرئيس السابق ولا أعتقد أن الأستاذ الجندي قال ذلك بغباء، ولكنه بدهائه المعهود ومكره السياسي أراد أن يعمل لنفسه خط رجعة ليقينه أن الرئيس السابق قد انتهي دوره إلي غير رجعة، فأراد أن يكفر عن سيئات لسانه للأشهر الماضية التي كان يصيب بها أصدقاءه والخصوم، فبذكائه المعهود قال في هذا المقال بأن علي محسن لم يتمكن من اقتلاع الرئيس السابق وما تبقي من أسرته وتجريده من معاقله العسكرية والسياسية والحزبية بسهول بحيث تخلوا له الساحة، فواضح أن المستهدف بخطابه هذا الرئيس هادي أراد إيصال رسالة له بأن الرئيس السابق لا زال متمسكاً بمعاقل عسكرية وسياسية وحزبية ووصف علي محسن بأنه الأخ غير الشقيق للرئيس السابق والجندي يعلم علم اليقين أن اللواء محسن لا تجمعه أي صلة أو قرابة بالرئيس السابق.
وعندما أراد أن يثبت ويدين الرئيس السابق وأنه كان يسعى لقلع العداد والتوريث قال الجندي بالنص: "ظهر له - أي لمحسن- منافسون من الشباب من أسرة صالح الذين تبوءوا مراكز قيادة عسكرية هامة في الفترة الأخيرة من حكم الرئيس السابق بدواعي التوريث، فإن الثورة الشبابية التي ظهرت فجأة قد حالت دون التفكير بالتمديد والتوريث والإنفراد بالسلطة".
فهو بذلك يقرر أن الرئيس السابق كان قد عين أولاده وأولاد أخيه بمراكز قيادة عسكرية عليا، رغم صغر سنهم متجاوزاً للأقدمية العسكرية وشروط شغل هذه المناصب بهدف تمديد فترة حكمه والإنفراد بالسلطة والتوريث لابنه من بعده، واعترف الجندي صراحة بالثورة الشبابية وأنها كانت السبب في اقتلاع نظام صالح، فهي باعترافه ثورة شعبية عارمة وليست انقلاباً كما يصرح به أحياناً وأنها قضت على التمديد والتفرد بالسلطة والتوريث الذي كان يسعى صالح لتحقيقه .
وبدهائه المعهود أيضاً يقرر الجندي أن الرئيس السابق لا زال يحاول التمسك بالقوة العسكرية والسياسية بقوله: "إن علي محسن يحاول تجريده مما تبقي له من مواقع حزبية ووحدات عسكرية متمثلة بما تبقي من الحرس الجمهوري".
وبعدها يؤكد بجلاء أن علي محسن أكثر استعداداً لتنفيذ قرارات رئيس الجمهورية وأنه أكثر احتراماً لتوجيهات الرئيس هادي، فقال عن محسن: مستغلاً بعض الأخطاء والمخاوف التي ظهرت من قبل الرئيس السابق في التعامل مع بعض القرارات الجمهورية المدنية والعسكرية إلا أن تصويب الأخطاء قد تأخر لبعض الوقت الذي ظهر فيه اللواء أكثر مرونة وأكثر استعداداً لتنفيذ قرارات رئيس الجمهورية.
ثم يقرر أخيراً أن الرئيس هادي لم تعد لديه نية في الترشح للرئاسة بعد انتهاء فترته الانتقالية، يبدو أنه أراد إيصال رسالة للرئيس السابق الذي ما زال مهووساً بإيصال ابنه للرئاسة بأن اليمن ليست علي محسن وحميد الأحمر وأحمد علي عبدالله صالح فقط، وأن الرئاسة بعد الثورة لم تعد حكراً على أسرة بعينها أو قبيلة، لأن هذه الثورة الشبابية التي امتدحها الجندي بأنها أسقطت التوريث إلى الأبد وألغت التمديد والتفرد بالحكم وفتحت الباب على مصراعيه لكل أبناء اليمن للتنافس بشفافية تامة وكأنه يقول لصالح دعك من هذا الحلم الذي أصبح نوعاً من الوهم والخيال.
هذه بعض الرسائل التي أراد الجندي إيصالها للجميع مع علمه بمكانة اللواء علي محسن وعظم الدور الوطني الذي قام به مساندة لهذه الثورة العظمية، ولكن طبيعة المهمة المكلف بها اقتضت منه التلفظ بكلمات نابية على اللواء محسن، فاروق الثورة، مكرهاً ليوهمهم بإخلاصه وانه أدى ما كلف به على الوجه المطلوب.
فلا تظلموا الجندي بعدم القراءة الصحيحة لما يريد إيصاله للشعب ولجميع الأطراف وتحية للشباب الثائر ولكل من ساندهم وفي مقدمتهم الجيش المؤيد للثورة الذي قسم ظهر البعير.
× عضو مجلس النواب
محمد مقبل الحميري
عبده الجندي لا تحسبوه شراً لكم 2778