تابعت فعاليات مؤتمر تحالف قبائل اليمن الذي انعقد قبل أيام بحضور أكثر من 600 شيخ ومدعو من مختلف محافظات الجمهورية وما صدر عنه من بيان متابعة دقيقة ولم أجد شيئاً مما نشرته تلك المواقع الإخبارية الصفراء التي يديرها بعض البلاطجة .
من وجهة نظري إنها شهادة لهذا المؤتمر أنه قد نجح وحقق الأهداف المرجوة منه وأوجع قلوب الفاسدين وبقايا النظام والحوثيين والحراك الانفصالي المسلح، فسلطوا كتابهم لمهاجمته، فعلاً إنها شهادة نجاح للمؤتمر والقائمين عليه .
قولوا لنا يا هؤلاء : متى حرض الشيخ صادق الأحمر على العنف؟! ومتى هدد الجنوبيين؟! وهل أصبحت عبارة وقوف مشائخ اليمن مع استقرار اليمن وأمنه ووحدته تعني شن الحرب على أبناء الجنوب؟!.
لقد كان نظام صالح الفاسد يستخدم ورقة القبائل والسلاح في اليمن لإثبات أن المجتمع اليمني مجتمع قبلي مسلح يختلف عن المجتمع التونسي والمصري، كنوع من خلط الأوراق وتخويف الداخل والخارج من الثورة الشعبية ضده وقد أثبت الواقع أثناء الثورة الشعبية السلمية أن القبائل والسلاح لم يشكلا عائقاً أمام ثورة التغيير، على العكس ترك أبناء القبائل السلاح في منازلهم وانخرطوا في الاعتصامات السلمية في صنعاء وبقية المحافظات، فكانوا رافداً كبيراً للثورة .
لقد سقطت ورقة القبائل والسلاح التي استخدمها نظام علي عبدالله صالح كفزاعة سقطت عملياً في أرض الواقع حين ترك أبناء القبائل سلاحهم في قراهم وبيوتهم وجاءوا لساحات التغيير والتزموا بالنظام وبتعليمات لجان شباب الثورة وكانوا جزءاً منها في مشهد حضاري راقٍ أثار إعجاب العالم وبدد كل المخاوف التي كان البعض يتوجس منها.
لقد أدرك الناس أن الذين قد يقطعون الطريق أو يسطون على بعض الأملاك في بعض الأماكن وفي بعض الأحيان هم قلة قليلة شذت عن القبيلة وأعرافها، لا يمثلون القبيلة اليمنية الأصيلة التي تربى أبناؤها على الشهامة والكرم واحترام الرجال وهؤلاء الشاذون تتبرأ قبائلهم منهم وتصدر البيانات والمراسيم الموقعة بأنهم قد خرجوا منها وأصبح دمهم هدراً للسيب والذئب عقوبة لهم وردعاً لغيرهم.
لقد أزالت النضالات السلمية لأبناء القبائل مع شباب الثورة تلك الصورة القاتمة التي رسمها الإعلام الرسمي عن القبائل اليمنية الذين يختطفون الأجانب والذين يخوضون حروباً فيما بينهم ويقتل أبناؤهم بسبب الثأر ولو جئنا نناقش قضايا الاختطاف والاحتراب والثأر لوجدنا أن السلطة بشكل أو بآخر هي وراء هذه السلبيات التي عرفت بها القبيلة باليمن، فلو أنها قامت العدالة وحلت قضايا الناس ومشاكلهم وأنصفتهم ما اضطر بعض القبائل إلى اختطاف الأجانب من السياح والخبراء والدبلوماسيين لكي تلتفت لهم السلطة وتحل قضاياهم ومشاكلهم .
لقد كانت القبائل اليمنية وما تزال سنداً للثورات والثوار وسنداً للأحرار وكان الثائر القاضي/ محمد محمود الزبيري وغيره من الثوار والأحرار كثيراً ما يلجأون لها، فيجدون فيها سنداً وعوناً وحماية ودعماً ونحن في هذا المقام نوجه لهذه القبائل الأبية أروع تحية.
اليوم يمكن لقبائل اليمن ومشايخها أن يشكلوا رافداً مهماً في استقرار البلد وتطبيق سيادة الدولة والنظام والقانون وهم يقدمون أنفسهم بهذه الصورة ومؤتمرهم الأخير شاهد على ذلك .
لقد نجح مؤتمر تحالف قبائل اليمن نجاحاً باهراً والدليل هذه الحملة الشعواء من إعلام الحراك والحوثي وعائلة صالح عليه كشهادة له بأنه أدى دوره وأزعج أوكار الفساد والتخريب وعملاء طهران ودعاة الانفصال.
محمد مصطفى العمراني
مؤتمر قبائل اليمن 2850