جاء العيد ومضت أيامه سريعة وعادت الحياة إلى ما كانت عليه في السابق أي قبل بدء العيد وكثير من الأسر فعلت المستحيل حتى يكون عيدها سعيداً وبالأصح حتى يسعد أولادها بالعيد، فأنا أعرف أناساً استغلوا مبالغ مالية من أجل العيد، قد يقول البعض ولماذا يفعلون ذلك والعيد عيد العافية؟ نعم نحن نقول العيد عيد العافية أو هكذا كنا نعتقد وهذه العبارة التي كنا نسمعها لم تعد تجدي في هذه الأيام، فمن لم يشتري "لحمة العيد" الكل ينظر إليه بنظرات لا ترحم بدلاً من الإشفاق عليه وعلى حالته ومن لا يشتري لأولاده ملابس جديدة يصفونه بالبخيل..
قديماً لم تكن الملابس ذات الماركات مهمة، الآن الكل يتباهى بماركات الملابس والكل يهرع إلى أسماء المحلات ذات الشهرة.. ومن يذهب إلى عدن مول سيعرف عما أتحدث وطبعاً العيد يعني الخروج للنزهة في الملاهي وإلى آخره وهذا معناه صرفيات، لا أدري لماذا تحولنا إلى أناس يستقبل العيد من أجل المظاهر والتباهي بما لديه؟! فلماذا تُحمل بعض الأسر نفسها ما لا طاقة لها به؟!
هل من الضروري أن نلتفت إلى الآخرين ونقلدهم؟!
نعم ماديات الحياة أصبحت ضرورة وفقاً لنظرة المجتمع ولكن إذا ما انجررنا وأنقدنا إلى ذلك سننفق في العيد كل ما لدينا واستلفنا أيضاً، فذلك سيؤثر على الأيام القادمة من حياتنا..
لا أقول لا نفرح بالعيد ولا نسعد به ولكن علينا أن نفرح في العيد وبعد العيد أيضاً..
وما زلنا في العيد وأجواءه، هناك عادات بدأت تنقرض وتتلاشى مثل الزيارات والمعايدة بين الأصدقاء والأهل أيضاً، فالذي أعرفه أننا كذا نستيقظ في الصباح الباكر لاستقبال الأهل والأحباب وكان منزلنا يكاد لا يخلو من الزوار، الآن أصبح التواصل بيننا عن طريق الرسائل القصيرة، جميل هذا الاختراع العظيم ولكن اعتقد أنه وجد من أجل المسافرين من البلدان البعيدة والمحافظات أيضاً ولكن على مستوى أبناء المنطقة الواحدة لا أعتقد أنه يصح ذلك التواصل إطلاقاً..
فالهاتف النقال لا يتوقف عن إرسال الرسائل واستقبالها، فمتى ستعود الزيارات ومتى ستيحقق الغرض الحقيقي من العيد؟!
وأخيراً من المظاهر الجميلة في هذا العيد هو الهدوء والاستقرار الذي لحظناه جميعاً وهذا شيء جميل، فالشواطئ مليئة بالزوار في كل المحافظات والمنتزهات كذلك، فكم هي جميلة عدن عندما تفتح ذراعيها وتحتضن كل زائريها؟! وكم هي أجمل عندما توفر لهم الأمن والأمان والاستقرار، وكم هي أجمل عندما تجعل الكل يسعد ويهنأ بالعيد..
كروان عبد الهادي الشرجبي
ومضى العيد 2298