خلال أحداث الثورة في اليمن قتل وجرح آلاف من الشباب الذين خرجوا يطالبون بالتغيير وهناك مئات يموتون ويجرحون شهرياً بما يسمى حرب الطرقات التي تحصد أرواح اليمنيين، حيث تتسبب رداءة الطرقات بحوادث مرورية.. كل هذا رغم بشاعته يمكن فهمه، لكن مقتل الشاب/ يونس علي معمر الشميري في تعز بتاريخ 1/6/2012م بدأ قصة أخرى مختلفة تماماً عن كل ما سبق، قصة حزينة وتدمي القلب، حيث صوب جندي من الحرس الجمهوري بندقيته لصدر يونس وأطلق عليه وابلاً من الرصاص ليرديه قتيلاً، تلك الحادثة البشعة شكلت صدمة كبرى لأقارب يونس ولكل من يعرفه خاصة، وهو ذلك الشاب الخلوق والرائع وحسن السيرة والسلوك وليس له أي أعداء ولا يوجد بين أسرته وأي أسرة أخرى أي ثأر أو خصومة، كما لا يوجد بينه وبين الجاني أي عداوة أو احتكاك أو شيء يدعو للاعتداء عليه بالشتم، ناهيك عن القتل.
قتل الشاب يونس على يد أحد أفراد الحرس الجمهوري الذي فر عقب الحادثة إلى صنعاء ليختفي في معسكر السواد التابع للحرس وبعد فترة تمكنت الأجهزة الأمنية من إلقاء القبض عليه وإيداعه السجن لتتساقط قطرات باردة على قلب أمه الملتهب ولتبدأ بعد ذلك إجراءات محاكمته والتي ستكون كغيرها من القضايا الجنائية في بلادنا مسلسلاً طويلاً ومرهقاً من المرافعات التي ستتكبد أسرة يونس تكاليفها .
أسرة فجعت بقتل ولدها ظلماً وعدواناً ودون أي جرم وأنهكها الحزن على فراقه وهو في ريعان شبابه، تعيش هذه الأيام في وضع نفسي يستدر الرثاء ويستثير الإشفاق بانتظار عدالة قد تأتي بعد زمن طويل وبعد أن تصل الأسرة للانهيار النفسي والمعنوي .
لماذا صار القتل شيئاً عادياً وأمراً هيناً عند بعض الناس إلى هذه الدرجة؟!، ولماذا لم يبق لليمني حرمة وقيمة في بلده حتى أن من لم يمت بالقتل سيموت بحادث مروري أو برصاصة طائشة أو بسيارة مسرعة أو لغم مدفون أو مرض مزمن؟!.
يونس الشميري ليس شاباً قتل فحسب، إنه ظاهرة ونموذج لشباب كثيرين من أبناء اليمن يقتلون كل يوم بأشكال وألوان مختلفة، يرحلون وهم في ريعان شبابهم في وطنهم الذي تحول لسجن كبير.
محمد مصطفى العمراني
فاجعة في تعز 2792