من المتوقع أن تعقد حكومة الوفاق الوطني اجتماعاً لها بمحافظة إب.. وهو الاجتماع الذي سيصاحبه إعلان المحافظة عاصمة اليمن السياحية، ويأتي هذا الإعلان في ظل أوضاع اجتماعية وأمنية متردية تعيشها المحافظة.. حيث شهدت خلال الأسابيع الأخيرة انفلاتاً أمنياً غير مسبوق نتج عنه حدوث حالات قتل واختطاف أهمها ما شهدته حفلات الأعراس والسمرات الليلية من عمليات قتل وصلت خلال ثلاثة أيام إلى (8) حالات، جراء إطلاق النار والرصاص الحي بشكل عشوائي وجنوني.. هذا طبعاً بالإضافة إلى الاحتجاجات داخل السجون، والاعتداءات على الأقسام والتقطعات والاختطافات، وانتشار السلاح والمسلحين في الشوارع والأحياء العامة بشكل مخيف، زد على ذلك إطلاق الأعيرة النارية الحية في الأسواق، وتناول الخمور في السمرات الليلية، والاعتداء المباشر على المنازل والأحياء السكنية، وتدفق عناصر من تنظيم القاعدة من وإلى المحافظة.
في المقابل هناك تراجع ملحوظ بحملات النظافة، حيث يلاحظ تراكم أكوام القمامة والمخلفات في الشوارع والأحياء، إضافة إلى تدفق سيول المجاري في الشوارع الرئيسية التي تبعث روائح كريهة خصوصاً في منطقة ( الدليل – إب)، حيث تتسرب مجاري الصرف الصحي في الشارع العام، وهو الشارع المؤدي إلى المحافظة.. هذا أيضاً بالإضافة إلى افتقاد المحافظة للعديد من مقومات السياحة الحقيقية إلا من الناحية الطبيعية.. فمعروف أن إب تمتلك طبيعة وخضرة ساحرة، لكن هذه الطبيعة لا تأتي إلا في أيام الصيف، وهي الوسيلة الوحيدة التي تجذب السياح والزوار إلى المحافظة، حيث ينقص محافظة إب وجود حدائق ومتنزهات ومنتجعات سياحية يقضي السائح والزائر أوقاته فيها، بدلاً من اعتماده فقط على تسلق الجبال والمرتفعات التي تحيط بالمحافظة من كل جانب..
لذا على الأجهزة الأمنية أن تكثف من جهودها من أجل العمل على استتباب الأمن والسكينة، كما وعلى السلطة المحلية بمحافظة إب، ممثلة بمكتب السياحة أن تولي هذه المحافظة أهمية كبيرة.. من خلال العمل على إنعاش قطاع السياحة وتشجيع المستثمرين في الاستثمار بهذا القطاع الحيوي والهام، وتبني خططاً وبرامجاً إستراتجية، كذلك الاهتمام بالمظهر الجمالي والحضاري، وإنشاء الحدائق والمتنزهات، والفنادق السياحية، والاهتمام بالمواقع الأثرية والعمل على ترميمها وإعادة إصلاحها باعتبارها الثروة الحقيقية لمحافظة إب الأبية.
//////////
موسى العيزقي
عاصمة السياحة بلا سياحة!! 2023