خلال سفري إلى إب قبل أيام وافق أن ركب معنا في السيارة من مدينة ذمار أحد الحوثيين وخلال الحديث بعد أن تعارفنا وعرفت أنه من صعدة بدأت أسأله عن الحوثيين وتعاملهم مع الناس واكتشفت أن الرجل وهو قد جاوز الخمسين من عمره قد تلقى دروساً ومحاضرات لدى الحوثيين واكتشفت ضحالة تفكيره حيث قال لي :
"انظر هؤلاء الوهابيين (يقصد أهل السنة) من أئمة الجوامع، لأنهم يخافون من السعوديين ويستلموا منهم الرواتب يخفون البسملة في الصلاة ويرفعون الصوت بآمين والبسملة من الإسلام وقول آمين تشبه بالنصارى" .
وقد حاولت أن أوضح له أن الجهر في البسملة أو التلفظ بها دون الجهر يجوز والشافعية يرون الجهر وأن قول آمين ليس تشبهاً بالنصارى وأن هذه اختلافات بسيطة في المذاهب الإسلامية والتي هي مدارس اجتهادية في إطار الإسلام وأن على المجتهد أن يجتهد وعلى العامي أن يقلد وأننا لسنا بصدد الجهر بالبسملة أو إخفائها، فالأمر أكبر من ذلك، إلا أن الرجل تشبث بموقفه وبنى على الجهر بالبسملة وعدم الجهر بها الولاء والبراء وكبر الأمر مع أنه من القضايا البسيطة والتي لا تستحق النقاش.
فهذه الجماعة المسلحة المتمردة التي جاءت بالفكر الدخيل على أبناء اليمن وتدنس المحرمات وترتكب الموبقات وتتوسع بقوة السلاح وتنشر الفوضى وتقوم بعمليات التخريب والاغتيالات وتقتل على الهوية وتدمر المساجد ومدارس تحفيظ القرآن وتمزق المصاحف وتحول المساجد لمقايل للقات والشمة (البردقان) والمداعة وترمي من خالفها غياهب السجون وتعذبه إن لم تقتله وتفجر منزله وكل هذا مصور موثق وتسعى لإشعال حرب جديدة لإعادة السلطة لزعيم مليشيات الحوثيين والتي هي أكبر همه ومبلغ علمه وغاية رغبته ومع هذا يعبئون "الزنابيل " على أن عدم الجهر بالبسملة عمالة للسعودية وعدم قول آمين رفضاً للهيمنة الأمريكية في استخفاف مضحك بعقول القطيع وأذهان الزنابيل من أتباعهم، فهم مجرد أدوات لخدمة السيد المقدس!.
محمد مصطفى العمراني
حوار ساخن مع حوثي 2468