شرعت منذ أيام في قراءة كتاب " الطريق إلى الحرية " مذكرات العزي صالح السنيدار رحمه الله وهو لمن لا يعرفه أحد المناضلين البارزين في الحركة الوطنية التي قامت ضد حكم الأئمة وبسبب معارضته لسياسة الإمام عانى السنيدار ورفاقه من أبناء العائلات الصنعانية الذين كانوا طلائع الثوار أمثال المطاع والشماحي والمحلوي وغيرهم، الكثير والكثير وتعرضوا للسجن والنفي والتشرد ونشر الإمام ضدهم الشائعات والتهم الباطلة واتهموا بأنهم ملحدون وكفار ويريدون اختصار القرآن ويكرهون الإمام علي كرم الله وجهه ولا يصلون على النبي ويحبون معاوية.. يقول العزي السنيدار : "كان الأطفال الصغار والعوام يصرخون في وجوههم إذا وجدوهم بالطرقات أو الأسواق : لعنة الله على معاوية ومن والاه واللهم صلي على محمد وعلى آل محمد ، قبحكم الله يا ملاعين عادكم تعارضوا سيدي الإمام ومقامه من مقام رسول الله".
وطالما أن الإمام الذي ثار عليه الأحرار والثوار قد ظهر من جديد في صعدة ممثلاً بسيد الحوثيين وقنديلهم المقدس عبد الملك الحوثي فإن قراءة هذا الكتاب تعطينا صورة واضحة عن الأئمة وحكمهم وظلمهم الذي عم هذه البلاد لفترة تزيد عن ألف عام من الظلم والحروب والانقسامات والخرافات والشعوذة والتعصب المذهبي والتخلف والشائعات.
تكمن أهمية هذا الكتاب كونه يروي تجربة أحد أبناء صنعاء من الثوار ضد الإمامة بأسلوب سلس وسرد شيق ويوثق أيضاً لمرحلة هامة من تاريخ النضال اليمني ضد الإمامة المتسلحة بالتخلف والظلم والخرافة والدجل، كما يحتوي الكتاب وثائق هامة وصوراً نادرة للثوار ورجالات الإمام وللمجازر التي نفذها الإمام بحق الأحرار .
لقد توصلت من خلال القراءة في هذا الكتاب إلى نتائج هامة، فقد كانت الطلائع الثورية ضد الإمامة من بيوت صنعاء وكثيراً منها من السادة الهاشميين استشهد منهم في الساحات وسجن منهم الكثير وتشردوا وعانوا كثيراً كي يتخلص الشعب من حكم الأئمة وينال حريته، بينما يتعصب البعض منهم اليوم للحوثي ( الإمام في صعدة ) وكأننا لم نستفد من دروس التاريخ وتجارب الماضي ورحم الله العزي السنيدار ورفاقه الأحرار .
محمد مصطفى العمراني
رحم الله العزي السنيدار ورفاقه الأحرار 3139