كشفت حادثة " صالة زهرة المدائن الحوثية " والتي راح ضحيتها ثلاثة أشخاص وجرح أكثر من عشرة حوثيين، عن رغبة جامحة لدى جماعة الحوثي المسلحة المتمردة للحصول على تعاطف الرأي العام وتحسين صورة الحوثيين المحترقة عند أبناء اليمن بسبب سجل هذه المليشيات المسلحة الأسود والمخزي في مجال حقوق الإنسان والحافل بمئات الانتهاكات والجرائم البشعة والمقززة والتي للأسف لا تجد إدانة واسعة من التيارات السياسية والمنظمات الحقوقية والمدنية .
نحن ندين العنف من أي جهة كانت وندين استهداف المحتفلين بيوم عاشوراء رغم قناعتنا ببطلان ذلك الاحتفال شرعاً وعقلاً ولكن هذه الحادثة التي حظيت بإدانة واسعة فتحت الباب واسعاً للتساؤلات حول أهدافها والمستفيد منها وأي جهة يمكن أن تكون وراءها، خاصة وأن القاعدة والتي تتهم عادة بأعمال كهذه أبرمت مؤخراً اتفاقاً سرياً بينها وبين مليشيات الحوثي وصارت تحتمي بها وقد قصفت طائرة أمريكية مؤخراً عناصر من القاعدة في صعدة وسنحان كانت في حماية عناصر حوثية وهو ما أدانته مليشيات الحوثي بشدة، كما أن الإصلاح وبقية أحزاب المشترك وقعوا مؤخراً اتفاقاً مع الحوثيين على وقف التحريض الإعلامي وهم تيارات سلمية بعيدة كل البعد عن العنف وعن هذه الممارسات الدموية، إضافة إلى أن بقايا نظام صالح والحوثيين يعيشون أزهى أيام التحالف والتنسيق، فمن ترى له مصلحة في استهداف الحوثيين؟!!..
وبمناسبة المصلحة والفائدة نجد أن الحوثيين استثمروا هذه الحادثة في تعزيز مظلوميتهم والخيار الكربلائي الذي يعزفون على وتره ويلقى صدى لدى بعض الناس .
قد يبدو مستغرباً وغير منطقي لدى بعض الناس أن يضحي الحوثيون ببعض الزنابيل ( أتباع الحوثي من غير السادة ) من أجل الحصول على تعاطف الناس وتحسين صورتهم لدى الرأي العام، لكنني شخصياً لا أستبعد مثل هذه التصرف على الحوثيين، إضافة إلى أن كل المؤشرات تؤكد الرغبة الجامحة لدى هذه الحركة المتمردة لاستحضار المظلومية واستثمار هذا الحادث لتعزيز الخيار الكربلائي والأيام بيننا وهي كفيلة بتأكيد ما نقول.
محمد مصطفى العمراني
الحوثيون والتضحية بالزنابيل 2342