قرأت مؤخراً مقالاً في صحيفة يومية تضمن نقداً لعلماء اليمن وتفرقهم وعدم وجود دور قوي لهم في الشارع والحقيقة أن التعميم بالقول إن علماء اليمن لم يقوموا بدورهم في توضيح الحقائق وبيان الحكم الشرعي فيها وتقديم الرؤى والشرعية في النوازل والأحداث، فيه تجن وعدم إنصاف، فعلماء اليمن الأحرار البعيدين ـــ دعونا من علماء السلطة وفقهاء الأحزاب ــ كان لهم موقف وبيان في كل القضايا النازلة والأحداث الطارئة ووصل بهم الأمر إلى إصدار فتوى بوجوب عزل الرئيس السابق وعدم صلاحيته للحكم وأهليته للسلطة في موقف تاريخي شجاع سلط على إثره صالح كتابه لشتمهم والنيل منهم وتوحد في النيل من علماء اليمن وشتمهم والسخرية منهم كتاب النظام البائد ومتطرفو اليسار وموظفو الحوثي والليبراليون ومرتزقة السفارات والمنظمات الأجنبية المشبوهة وهذا دليل على أن علماء اليمن قاموا بدورهم الذي أزعج كل هؤلاء.
القول أن علماء اليمن يتهاترون ويتصارعون في منابرهم الإعلامية كذب محض، لأن علماء اليمن ليس لهم منابر إعلامية مؤثرة وما زال الإعلام الرسمي يتجاهلهم ويهمشهم ويواصل السياسة السابقة في اللت والعجين والتخبط وعدم امتلاك رؤية إستراتيجية وطنية واضحة، فبقى العلماء بين سندان التجاهل الرسمي ومطرقة الإحباط الشعبي .
أما بخصوص تفرق العلماء وعدم وجود كيان قوي يجمعهم، فهذه ليست مشكلة العلماء الأحرار والذين دعوا ويدعون دائماً علماء اليمن للانخراط مع إخوانهم في هيئة علماء اليمن لتكوين كيان علمائي قوي وفاعل ولكن لم يجدوا تجاوباً وتفاعلاً ونحن ننظر لهيئة علماء اليمن بصفتها نواة لكيان علمائي قوي ومؤثر وقد شهد الناس لها أنشطة وإصدارات وبيانات وفعاليات ومع مرور الوقت ستتقوى أكثر وستمتلك منابر إعلامية قوية ومؤثرة وتتجاوز جوانب النقص والقصور إن شاء الله والكمال لله وحده والإنصاف وقول الحق وإدراك الواقع ممن يكتبون مطلوب، لأن التعميم يفقد الكاتب مصداقيته وجمهوره .
محمد مصطفى العمراني
الإعلام الرسمي يواصل إقصاء العلماء 2005