يبدو ما يحدث في صعدة حالة عصية على الفهم، فعلى سبيل المثال لا الحصر تتعامل وسائل الإعلام الرسمية والمستقلة مع فارس مناع كمحافظ لصعدة دون أن يكون قد صدر به قرار جمهوري أو أي تكليف رسمي، كل ما في الأمر أن عبد الملك الحوثي عينه محافظاً لصعدة، فرضخ الجميع للأمر الواقع.!!. فأي صفة قانونية يحمل فارس مناع حتى يتعامل معه الجميع كمحافظ؟.!
قبل أيام وجه وزير الشئون القانونية الدكتور/محمد المخلافي مذكرة تقضي بعدم قانونية عدد من التعيينات التي أجراها محافظ تعز شوقي أحمد هائل في مكاتب الأجهزة التنفيذية في المحافظة، بينما يصمت وزير الشؤون القانونية عما يحدث في صعدة ولم يصدر أي مذكرة من هذا القبيل!!..
صحيح أن مذكرة بعدم قانونية محافظ صعدة لن تغير الوضع في صعدة، لكن لماذا لا يقوم وزير الشؤون القانونية بإصدار مذكرة رسمية تقضي ببطلان تعيين الحوثي لفارس مناع كمحافظ ولو من باب إبراء الذمة والقيام بالواجب؟!..
إن تغاضي السلطة عما يحدث في صعدة شجع الحوثيين للقضاء بشكل تدريجي على ملامح السلطة للجمهورية اليمنية في صعدة، فتعيين الموظفين يتم بأوامر الحوثي وبإجراءات لا قانونية وتعتمدها السلطة وتصرف ميزانية صعدة وهي دويلة أخرى قد انفصلت عن الجمهورية اليمنية، لكن الجمهورية ما تزال تصرف على مملكة الحوثي في حالة غريبة لم تحدث من قبل في تاريخ البشرية!!.
متى قد حدث أن جزءاً من دولة، أي دولة، انفصل عن الدولة ثم ظلت الدولة تصرف ميزانيته رغم أنه مملكة أخرى مستقلة ولا يصل منه لا ضرائب ولا زكاة ولا جمارك وليس للدولة فيه أمر ولا نهي ولا رائحة سلطة؟!!..
من يجيب على هذا السؤال ويستطيع إقناعي بإجابة شافية يستحق ــ من وجهة نظري ــ جائزة.
محمد مصطفى العمراني
من يجيب على هذا السؤال يستحق جائزة 2056