- الأحد 29 يوليو من عام 2007 كان يوماً لا ينسى ، أحتوى حدثاً تاريخياً كبيراً بمعنى الكلمة ، جعل من أسود الرافدين أبطالاً للقارة الصفراء تحت قيادة البرازيلي فيبرا ، اليوم الذي تربع فيه العراقيون على عرش آسيا وتوجوا فيه بلقب كاس أبطال آسيا بعد الفوز على المنتخب السعودي في النهائي المثير الذي احتضنته العاصمة الاندونيسية جاكرتا ، بالطبع كان فوزاً تاريخيا وانتصارا عظيماً كونه جاء في وقت كانت رياح الحروب والصراعات والقتل تعصف بأبناء الشعب العراقي ، وكانت تقف فيه أرض أبناء مابين النهرين على صفيح ساخن وفي وضع حرج جداً ، إلا أن أسود الرافدين كانت لهم كلمة مغايرة تماماً فزأروا بعزيمتهم وقتها وكسروا حاجز المعاناة متناسيين آلامهم وجروحهم ، ولم يقف حينها رداءة الدوري وضعف الأعداد والتهيئة وأحوال البلاد حاجزاً بينهم وبين الانجاز ، فأستطاع هؤلاء اللاعبون الأبطال رسم البسمة على شفاه 33 مليون شخص وجلب بطولة غالية بفضل قوة الإرادة والعزيمة و التصميم ...
- الخميس 20 ديسمبر 2012 هو الأخر نحت نفسه عميقاً في الصخر ، وسيدونه التاريخ كيوم عظيم للشعب السوري وذكرى سيخلدها رياضيو سوريا بأحرف من ذهب عندما حقق منتخبهم الوطني كأس بطولة اتحاد غرب أسيا ، كأول ألقاب المنتخب الأبيض ، بل كأول لقب رسمي يناله المنتخب السوري ، طبعاً لم يكن هذا اليوم عظيماً لأنه كان أول الألقاب فقط ، وليس لأنه أنتزع من فم أسود الرافدين ( المنتخب العراقي ) ، بل لأنة أتى في وقت صعب جداً تعيشه البلاد السورية ، بل في مرحلة لم يشهدها الشاميين من قبل ، طغى عليها القتل والاقتتال ، وكان فيها التخريب والدمار أبرز الأفعال ، بحرب مريرة مازالت تفاصيلها دائرة حتى اللحظة تزف كل يوم مئات الشهداء الرجال الأبطال ، عانى بسببها المنتخب من ضعف الأعداد والتهيئة على الصعيد النفسي والفني ، وافتقد الى عدد كبير من لاعبيه الأساسيين، ما اضطر الجهاز الفني بقيادة المدرب حسام السيد في الاعتماد على عدد كبير من اللاعبين الشباب الذين كانوا عند قدر المسؤولية وجسدوا أسمى صور العزيمة والإصرار والتفاني والإخلاص ونالوا اللقب الغالي .
- السبت 15 ديسمبر من نفس العام واصل منتخبنا الوطني تحطيمه لأرقامه القياسية بتخبطه المستمر وخسائره المتتالية في أسمى صور الانحدار والانكسار بخسارة ثالثة في بطولة إتحاد غرب آسيا وبخسارة سابعة ضمن فترة الأعداد بقيادة المغمور ( توم ) ، وبهزائم مستمرة منذ أخر فوز خجول كان أمام البحرين في السادس والعشرين من يونيو 2012 في بطولة كأس العرب بقيادة الوطني سامي نعاش ، وطبعا لا ننسى أنه قد خسر من قبل في نفس البطولة من المنتخب الليبي ومن قبله في تصفيات كاس العالم من المنتخب العراقي ، وهكذا ... وصولاً إلى أن أحتل منتخبنا مؤخراً المرتبة رقم ( 164 ) في التصنيف العالمي للفيفا كأسوأ تصنيف في تاريخ الكرة اليمنية منذ يوليو عام 2000 العام الذي أحتل فيه منتخبنا المرتبة ( 163 ) ( مع يقيني بأننا قادرون على تحطيم هذا الرقم في السنوات القادمة ) .
- وهنا أتسأل بعد ذكري مسبقاً لصورتين مختلفتين تماماً ولمنتخبين مختلفين رسما النجاح والتميز في أحلك الظروف التي أحيطت بهما والتي لم نمر نحن بها بل ولم نصل الى إنصافها - متى سنخلع ردا العجز والانهزام والفشل الذريع الذي يرافقنا مراراً وتكراراً !؟ ومتى يدرك القائمون على شأننا الرياضي أننا بتنا نتقدم دائماً للخلف ونصعد ونرتقي مراراً للأسفل حتى صرنا نصارع دول كـ ( ميانمار وهونج كونج وفانواتو والهند ) وغيرها ، حتى ذلك الحين ... بس خلاص !؟
سامر سمير
محطات تبقى في الذاكرة !! 2236