احتفلنا بقدوم العام الميلادي الجديد2013م في إطار أسرتنا الصغيرة وفي تلك الليلة كانت أغلبية الفضائيات العربية تستعرض الأحداث التي وقعت في العام السابق 2012م، كالأحداث السياسية والفنية وأخبار الفنانين، زواجهم وطلاقهم إلى آخره من الأخبار.. وبينما نحن نشاهد ذلك سألت إحدى شقيقاتي عن الأحداث التي مرت بنا في اليمن طوال العام السابق..
هل تصدقونني اجتمعنا كلنا على إجابة واحدة وهي الاغتيالات والتفجير والكمائن التي أودت بحياة الكثير من الأبرياء، فهذه الأحداث هي الأبرز على الساحة اليمنية، فكل يوم تطالعنا الصحف عن استشهاد رمز من الرموز وأفراد من الشرطة والأمن وإذا أحصينا عدد من قتلوا غدراً فهم كثر ولا ننسى أيضاً من قتلوا في التفجير، أولئك الجنود الذين كانوا يتدربون للاستعداد للاحتفال بعيد الثورة، أولئك هم الفاجعة الكبرى،
والفاجعة الأخرى هي استشهاد كل من كان على متن الطائرة التي سقطت في الحصبة وشهداء الواجب الذين يقتلون أثناء تأديتهم لمهامهم..
وهناك محاولات اغتيال عديدة لم تكلل بالنجاح وإذا كانت ذاكرتي لم تخني لكنت ذكرت كل اسم اغتيل واستشهد ولكن تباً لذاكرتي التي باتت لا تتحمل هذا الكم الهائل من الأسماء.. عموماً أحمد الله كثيراً أنني أتذكر الأحداث جيداً.
وفي الحقيقة إذا ما نظرنا جيداً في الأمر ودققنا سنجد أن هناك شيئاً غير صحيح في الأمر كله، فسكوت وزير الداخلية لا يعجبني، يثير القلق في نفسي، يوماً بعد يوم يقتل فرد من أفراد الأمن والاختلالات الأمنية ازدادت وتقطع الطرق، عادوا للظهور والسرقات تتزايد، فما عاد الإنسان يأمن على تجارته وبضاعته وماله، حتى المنازل سرقت والسيارات نهبت والعصابات المتخصصة في السرقات اتسع نشاطها وكثر أفرادها ، ومع ذلك لم يحرك ساكناً وكأن الأمر لا يعينه.. لو كنت أنا وزيرة الداخلية وحصل كل ذلك في وزارتي لكنت على الفور قدمت استقالتي من منصبي كوزير للداخلية، لأني لم أستطع أن أحمي المواطنين وأحمي العاملين في وزارتي، فما دمت غير قادرة على تحقيق الأمن والاستقرار، لماذا أظل في منصبي كوزيرة، لذا لا بد من تقديم الاستقالة حتى أفسح المجال لم هو قادر على تحقيق الأمن والأمان والاستقرار، وليس عيباً أن اعترف بالفشل، بل العيب أن يعرف الجميع أني قد فشلت في مهمتي ومع ذلك أصر على الإنكار وأدعي القدرة على فعل لا شيء!!.
وبالعودة إلى الأحداث التي مضت في عام 2012م، فالحدث الثاني هو الضربات والهجمات التي يتعرض لها أنبوب الغاز ومحطة الكهرباء، هل تذكرون عدد المرات التي نسمع عنها في وسائل الإعلام؟!، كثيرة جداً هي المرات التي تضرب فيها الكهرباء وأنابيب الغاز وأعتقد أنها لن تتوقف تلك الهجمات إذا لم تلق من يوقفها عند حدها.. أما الحدث الثالث فهو نهب الأراضي والبسط على ممتلكات الغير، فالأراضي تنهب والأمن يقف موقف المتفرج، والقضاء عاجز فلا ينظر ويبت في قضايا النزاع.. لذلك تسود الفوضى وتعمم في ظل انتشار السلاح بين المواطنين، وظاهرة انتشار السلاح هي الحدث الرابع البارز على الساحة اليمنية، فكثيرة هي الأرواح التي ذهبت إلى بارئها دون أي سبب أو ذنب، فكم من طفل مات بسبب الرصاص الراجع وكم شخص فارق الحياة بسبب رصاصة طائشة لا يعلم مصدرها.. كثيرون هم من فارقوا الحياة من عام 2012م بسبب انتشار السلاح العشوائي في المحافظات الجنوبية، خصوصاً محافظة عدن، هذه المحافظة التي كان أفرادها لا يحملون السلاح إطلاقاً وبات أفرادها يتباهون بحمله في الشوارع دون خوف.. هل تصدقون إذا قلت لكم أن أصوات إطلاق الرصاص والقذائف لازالت تُسمع ليلاً في عدن ولا نعرف لماذا؟! أما مصدرها فقد علمت أنها من جولة كالتكس، الشيء الذي استغرب له كثيراً هو أننا نسمع أصوات إطلاق الرصاص والقذائف ليلاً ومع ذلك تحصل كل السرقات ليلا، أليس هذا غريباً؟!.
عموماً الحدث الأخير هو ظاهرة انتشار الحبوب المخدرة التي يتعاطاها الشباب، فهي لم تكن معروفة في عدن وغير منتشرة بين أوساط الشباب ولكن في عام2012م انتشرت هذه الظاهرة وانتشرت الصيدليات التي تبيع الأدوية المخدرة للشباب وسط سكوت الكل عن ذلك وكأن الكل يريد للشباب الخراب والهلاك ويريدون إبعادهم عن واقعهم المعاش، فانتشار الحبوب المخدرة بين الشباب هي الموت البطيئ للشباب والذي يوصلهم إلى الكهولة وهم في عز الشباب.. تلك كانت الأحداث البارزة في عام 2012.
وعلى الرغم من كل ذلك لازال الأمل والتفاؤل يملأني بأن الغد أجمل وأن السنة الجديدة ستكون أفضل وسنحظى معها بأيام سعيدة وسيكون غدنا مشرقاً بإذن الله.. فسنة جديدة وسعيدة على الكل.
كروان عبد الهادي الشرجبي
أحداث العام 2012 1952