تحتفل الأمة الإسلامية بذكرى المولد النبوي الشريف في الثاني عشر من ربيع الأول كل عام باحتفالات فيها من البدع والشركيات والمحرمات والبعض يحتفل بخطابات جوفاء ومدائح صوفية أو أناشيد وغيرها بحسب عادات وتقاليد كل بلد .
هناك خلاف بين العلماء حول حكم الاحتفال بالمولد النبوي ويميل البعض للتحريم, كون هذا الإحتفال بدعة لم يكن لها وجود في زمن الرسول صلى الله عليه وسلم وزمن الصحابة الكرام والتابعين وقد بدأت بالظهور في العصر الفاطمي بمصر وانتشرت بعدها في العالم الإسلامي .
والعلماء الذين يجيزون الإحتفال بالمولد النبوي, على صاحبه أفضل الصلاة وأزكى التسليم, يحثون على تدارس سيرته والتفكر فيها واستلهام الدروس والعبر منها وينهون عن الإحتفالات التي يتخللها مفاسد وشركيات وإختلاط وغيرها من المحرمات .
إن تلك الرقصات الهائمة والأناشيد الصاخبة والخطابات الجوفاء في ذكرى المولد النبوي الشريف, على صاحبه أفضل الصلاة وأزكى التسليم, لا تعدو عن كونها نوعاً من التخدير لعوام الأمة والتضليل عن المقصد الحقيقي لجوهر رسالة خاتم الأنبياء وسيد المرسلين محمد صلى الله عليه وآله وصحبه ومن والاه وسلم .
إن تحويل هذه المناسبة لاستعراض للقوة وتجييش للأنصار والمرتزقة وإرسال الرسائل السياسية وتهديد الناس وإرهابهم واعتقال المخالفين وجباية الأموال منهم وشتم الحكومة واتهامها بالعمالة والتلويح بالحرب وإقلاق السكينة العامة كما فعل سيد الحوثيين, هو عين الإفلاس ودأب الطامحين للسلطة عن طريق التمسح بالرسول صلى الله عليه وسلم وآله, بينما يمارسون أفعالاً الرسول صلى الله عليه وسلم منها بريء ولو بعث صلى الله عليه وسلم لحارب الحوثيين وأقام في كبارهم حد الحرابة على جرائمهم التي ارتكبوها بحق هذا الوطن وغيرهم من المخالفين لهم في الفكر والمذهب ..
ولو أننا نتابع ما ينشر لوجدنا أن ميليشيات الحوثي اعتقلت خلال الأيام الماضية العشرات من أبناء صعدة وزجت بهم في غياهب السجون بدون ذنب أو جرم سوى أنهم يخالفونها في المذهب وأبوا أن يكونوا مع قطيع الزنابيل الذين يتحركون بأمر السيد ويجثون على قدمه يقبلونها في صورة مهينة من صور الاستعباد البشري الذي جاء الإسلام ليحرر الناس منه..
إن الحوثيين بهذه الممارسات يكشفون كل يوم عن أنفسهم حتى يعرفهم الجميع على حقيقتهم مجردة من كل رتوش وأقنعة.
محمد مصطفى العمراني
المولد النبوي والإفلاس الحوثي 2755