لقد أزعجنا كثيراً تصريح السفير الأمريكي جيرالد فاير ستاين السبت الماضي حول مشاركة شيخ اليمن الكبير الشيخ/ عبدالمجيد بن عزيز الزنداني في مؤتمر الحوار الوطني الشامل المزمع عقده في 18 مارس القادم، حيث أن السفير الأمريكي تخطى كافة القواعد الدبلوماسية المتعارف عليها ومضى في حديثه عن قامة وطنية ودينية عملاقة لا يستهان بها عند الشعب اليمني خاصة والأمة الإسلامية عامة..
السفير الأمريكي مضى في حديثه وهو لا يدرك أن حديثه عن الشعب اليمني كافة وليس عن شخص الزنداني فحسب وان تصريحه أزعج كرسيه التي كان يجلس عليها والأرض التي يسير فوق ترابها, فالحديث عن الشيخ هو حديث عن اليمن وسيادته من أقصاه إلى أقصاه وكيف سينعقد الحوار الوطني دون الرأس وهل يستقيم الجسد إذا فصل عنه الرأس؟.. إن الشيخ عبدالمجيد الزنداني الذي طالما سعى سعياً حثيثاً في إيجاد الأجواء المناسبة دون إراقة الدماء كفيل به أن يسعى جاهداً لإنجاح مؤتمر الحوار الوطني كما عرفناه.. إن اليمن في زمانه لم يجد رجلاً تحت أديم السماء كما وجد الشيخ عبد المجيد..
إن الشيخ الذي أخاف الأمريكيتين ليس إرهابياً بوصفكم الحسن والقبيح ولو كان كذلك فلن تستطيعوا أن تقفوا أمامه ليصل إلى جبال تور بورا ولكنه رجل دين وبحجم أمة يسعى لرص الصفوف واستنهاض الأمة لتحافظ على دينها وقرآنها الذي أتاه الاختراق من القريب قبل البعيد.. أزعج الأمريكان لأنه رجل بكلمة وكلمته تستطيع أن تصل إلى العالم وتحت السمع والطاعة, أزعجهم لأنه يناهضهم في أعمالهم القبيحة المسيئة للإسلام ونبي الإسلام ورسالته.. أزعجهم لأنه عود يانع في شجرة طيبة مثمرة لا تتساقط منها الأوراق مهما اشتدت الرياح العاتية.. أزعجهم لأنه قائل بالحق لا يخاف في الله لومة لائم..
وبحسب تصريحه يظن السفير الأمريكي أنه سوف يوقف مشاركة الشيخ في مؤتمر الحوار.. أقول له: لا تتوهم شيئاً كهذا فلعبتكم مع الحوثيين لن تكون مثلها مع الشيخ عبدالمجيد بالإرادة الشعبية..
إن محطات الشيخ عبدالمجيد التي برز من خلالها تعد له في ذاكرة الأمة, لم يكتب تاريخه أنه سفك الدم أو قتل النفس الحرام أو عزر بالإنسان أو شرد بالأسر أو سيطر على منطقة أرحب بقوة السلاح وفرض عليهم الخمس لدعم مقاتليه الذين يعتقد أنهم يسيرون تحت لوائه.. إنه النجم الساطع.. إنه القمر اللامع في بلد أنهكته النخب السياسية والفئات الجهوية.. فصدع بالحق وسعى إليه وأسس تلك الجامعة التي تخرج الخطباء والمرشدين والوعاظ إلى أنحاء لن أقول الجمهورية ولكن إلى أنحاء العالم فجزأه الله عنا وعن الإسلام خيراً.. أما من ينالون منه فمثلهم كمثل الذي يرمي السماء بحفنة من التراب حتماً ستعود على رأسه شاء أم أبى!!..
إن الذين ينالون منه هم عبارة عن شماعة يستخدمهم من أرادوا تمرير مشاريعهم الصغيرة والضيقة.. إن الذين ينالون منه هم أولئك الذين اعتادوا أن يرتموا في أحظان السفراء والسفارات وحفن الدولارات.. إن من ينالون منه يعتبرون معاول للهدم.. مقاريض للقلع.. تنطق ألسنتهم بالسوء, معتقدين أن بنيلهم سيغيرون المسار الذي بني على مدى عقود طويلة, ظانين بأنهم سيحجبون الشمس بغربال, نقول لهم موتوا بغيظكم.. فمسار الحوار الوطني سيتقدمهم الشيخ عبدالمجيد الزنداني.. حينها نقول لا خوف ولا داعي للقلق من أن الحوار الوطني سيفشل.. أو أنه سيتجه مسار آخر....
فالقيادة السياسية التي نعول عليها كثيراً لم تستثن رجلاً بحجم الشيخ عبدالمجيد.. بل إنها تعي وتدرك أدواره النضالية المشرفة التي جعلت له قلوب الناس مشرعة له تسير تابعة لخطاه واثقة من هداه.. انه ذلك الشيخ الذي ظل نضام الرئيس السابق يغازله كلما طرقت إحدى مسامير كرسيه التي يتكئ عليها ولكنه لم يماري أو يداهن رغم تملق صالح لشخصه الكريم, لأنه يعي مدى الصوت المسموع الذي يمتلكه الشيخ عند الشعب اليمني قاطبة, فكلما نزلت به نازلة أسرع إليه ولكنه لم يكن كما كان يعتقد الرئيس السابق يستخدمه متى شاء..
إنه يهيم في مستنقع الظلمات من يعتقد أن الشعب سيسمح بعقد مؤتمر الحوار باستثناء القامة الوطنية والدينية العملاقة التي ترسخت في وجدان أبناء الشعب اليمني في الماضي والحاضر.. ويحترق تحت حر النار من يقول بأن مشاركة الشيخ عبدالمجيد في الحوار الوطني لن يفيد الحوار والمرحلة الانتقالية في اليمن بشيء.. وينصهر تحت صفيح الشعب الساخن من سيرأس الحوار ولم يكن بجانبه شيخه وشيخ شعبه.. فالأقدار التي جعلت صالح يغادر الحياة السياسية هي ذاتها من ستجعلكم يا سعادة السفير تغادرون وطناً بحجم اليمن في حال اجترأتم وتماديتم في الحديث عن عملاق اليمن الكبير..
إن الحوار الوطني لن يغيب قامة بحجم الشيخ عبدالمجيد إيماناً بمبدأ الحوار الذي لن يستثني أحداً.. عندها يكلل النجاح لمؤتمر الحوار الوطني في ظل وجوده ويفوح للشعب عطراً بورود كلماته ونبرات صوته.. إنه شيخ اليمن الكبير عبدالمجيد الزنداني.. أطال الله عمره ووفقه على طول مسيرته..
حتماً إنه الشيخ عبدالمجيد الذي أزعجهم وأقلق قارتهم والأمريكيتين من غير شعار الموت لأمريكا الذي ملأ الأرض ظلماً وجوراً.. والسلام.
omerawl@hotmail.com
عمر أحمد عبدالله
نجاح الحوار مرهون بمشاركة الشيخ الزنداني 1857