;
إيمان سهيل
إيمان سهيل

تعالوا "نتفق على ألا نتفق" وطز بالبلاد 1627

2013-02-21 01:37:28



من المعلوم أن التأثير الخارجي والهيمنة الغربية على المنطقة العربية يبدو سبباً رئيسياً يقف وراء كل محاولات الدول العربية للعمل علي الوحدة العربية، لكن هناك عامل مهم ساعد على ضمان الغرب عدم قدرة العرب على التوحد ويتمثل هذا العامل على مدى تاريخ الانحطاط الذي نعيشه بالصراعات العربية – العربية..
وعلى قاعدة " تعالوا نتفق على ألا نتفق" كما هو حال الأنظمة العربية الحاكمة والقوى والمكونات المجتمعية فإن النخب السياسية العربية ما زالت تمارس ذات أخطاء الماضي حتى وبعد ثورات الربيع العربي من خلال ترحيل الأزمات وجعل المشاكل الأكثر إلحاحاً عالقة أو حلها بطريقة مجتزأة لتطبيعها مع النخب المسيطرة على الحكم في فترة حكمها، فحسب كما كان في السابق فليس هناك حسم لمثل هذه القضايا والصراعات التي بدأ ظهورها منذ مائتي عام وحتى الآن ولا حلها حلاً جذرياً...
نستطيع الجزم الآن أن الدول العربية سادها وللأسف طابع الانقسام السياسي والنظامي واعتمدت على نظام التبعية للدول الغربية.. حيث أصبح حال الدول العربية على صعيد العلاقات العربية – العربية تجرد منها طابع الوحدوية العربية والخطر الخارجي والأمن القومي العربي ، وتشبث بها طابع الانقسامات السياسية – النظامية – الدبلوماسية – الثقافية..
وتتميز العلاقات العربية – العربية بطابع من الصراعات عبر التاريخ القديم والمعاصر ، حيث أن العلاقات العربية – العربية منذ القدم إبان الحكم العثماني " حكم الخلافة " وبعد انتهائه عكس طبيعة الصراعات العربية حيث النمط السائد للصراعات العربية – العربية بشكل أو بآخر على طبيعة النظام السياسي لهذه الدول.
ويصنف الكاتب العربي عـــودة عابـــد -باحث في العلوم السياسية والدولية- الصراعات العربية – العربية إلى عدة مراحل المختلفة من مرحلة حرب الخليج الأولي 1980 -1988م؛ حيث أن المرحلة الأولى كانت تتسم بصفة الكل ضد واحد وسياسة خطر الأمن القومي العربي وسياسة التهديد الخارجي.. أما المرحلة الثانية فكانت تتسم بصفة الكل ضد واحد أيضاً وسياسة تهديد الأمن القومي العربي وسياسة الخطر الخارجي.. أما المرحلة الثالثة والأخيرة فكانت هذه المرحلة مختلفة تماماً عن سابقاتها من المراحل، حيث وصفت هذه المرحلة بعدم صفة الكل ضد واحد وفقدان سياسة تهديد الأمن القومي العربي وفقدان سياسة الخطر الخارجي، بمعنى أن المرحلة الثالثة " غزو أمريكا للعراق " هذه المرحلة انتزع منها الحفاظ علي كل ما سبق من ايجابيات في تاريخ الصراعات العربية – العربية، حيث انتهت من العلاقات العربية – العربية سمة التكاتف العربي الكل ضد واحد ، حيث انقسم العرب في هذه المرحلة إلي قسمين من هو مؤيد للحرب على العراق ومن هو غير مؤيد وانتهت سمة الخطر الخارجي لدى الدول العربية، حيث أن بعضاً من الدول العربية سمحت للقوات الأمريكية بالدخول عبر أراضيها لضرب العراق وعدم الالتفاف إلى سمة الخطر الخارجي عليها ، كما انتهت سمة الأمن القومي العربي، حيث أن الدول العربية أصابها فقدان الحفاظ على الأمن القومي العربي، حيث أن الدول العربية أصبح كل منها على خلاف سياسي ودبلوماسي ونظامي للحكم ، فأصبح الاحتلال بالنسبة لهم لا يشكل خطراً خارجياً على أمنهم القومي العربي.
ولعل المتابع يدرك أنه وبعد فشل تجربة الجمهورية العربية المتحدة التي دامت من سنة 1958 – 1961م، كان هناك محاولات من قبل الدول العربية للعمل على الوحدة العربية وإنشاء جمهوريات واتحادات واتفاقيات ثنائية لرأب الصدع في طبيعة هذه العلاقات، إلا أن أغلبها بات بالفشل نتيجة التأثير الخارجي على بعض هذه الدول ، حيث أن مصر كانت هي أول الدول التي تدعو إلى الوحدة العربية والحفاظ على الأمن القومي العربي ، ولكن بعد المحاولات العديدة انتهت سمة الوحدة بعد ما كانت تأخذ طابع سياسة الكل ضد واحد، حيث أن الدول العربية كانت تتفق مع بعضها ضد دولة عربية مخالفة عن الجمع، فكانت تتصدى كل الدول للدولة العربية الأخرى المخالفة لها في السياسة.
 

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد