لأنك مهما حاولت أن تصل حد الكمال في إنجاز عملك فلن يكون هؤلاء أكثر رضى منك عن نفسك ولذا لا تتوقف طويلاً أمام من تشعر أنه يخفي إعجابه بما تصنع، كما لا ينبغي عليك أن تخفي حاجتك للدعم المعنوي، لأنك حين تنجز ما يبهر تقدم الشكر لنفسك دون أن تشعر.. رؤساؤنا في العمل، والدونا، معلمونا، بل والأصدقاء المقربون منا ليسوا دائماً مصدر الدعم المعنوي الذي نتوقع، بل إنهم قد يكونون حجر العثرة الذي يعوق وصولنا إلى قمة التقدم والنجاح.
لذا فإن واحدة من أهم صفات المتميزين هو الانطلاق بقوة وفي خط مستقيم دون الاكتراث لحجم التفاهات التي يلقيها حولهم الآخرون هنا وهناك، وكما أن رضى الناس غاية لا تدرك فإن رضاك عن نفسك غاية لا يجب أن تترك، ومن هذا المنطلق ستشعر بذاتك أكثر ولن يكون لديك الوقت الكافي لقراءة رسائل سلبية يتعمد البعض إرسالها إليك في أوقات انتصارك، ناهيك عن سياسة القتل المعنوي في أوقات إخفاقاتك مهما كان حجمها صغيراً ولا يترك أثراً على طريق الوصول إلى القمة وحتى لا تترك تلك الجراح المفتعلة ندوباً على حياتك المهنية أو العاطفية أو الاجتماعية عليك أن تحسن استعمال زر الإلغاء والتجاوز في ذاكرتك!.. لوحة المفاتيح التي تحويها ذاكرتك مزودة بأكثر من مخرج منطقي لأي موقف يضعك الآخرون فيه موضع الاستهداف المقصود حين يلحظون على مضض نسبة انجازاتك المهنية أو أياً كان نوع الإنجاز الذي تحققه، لأنك قد تملك روح العمل والإقبال على الحياة والقدرة على مفاوضة مصاعبها والمرونة في امتصاص الحدث... وهذه فنون لا يمتلكها الكثير من الناس، وهي ثروة قد يحسدك عليها أصحاب القناعات المحدودة والطموح المشروط والعزائم النائمة في وحل التواكل واللا مبالاة.. لهذا يبقى الذين ينحتون في الصخرة ويعيش أصحاب الهمم السامقة حتى بعد أن يغادروا ساحة الحياة ويحيا الذين يؤمنون بقدراتهم ويصقلون مواهبهم ولا يدعون للفشل فرصة الدخول إلى أفنية قلوبهم وعقولهم.. لا تنتظر شكراً أو دعماً من أحد وإلا فإنك ستقف طويلاً أمام من تشتعل أفئدتهم ناراً أمام نجاحاتك... تعلم فقط أن تغذي أفكارك بالواقعية وأن تستشير أصحاب الخبرة من ذوي الكفاءات الناضجة وأن تضع لمستك المميزة، ثم انطلق مستخدماً كل أدواتك الإيجابية الممكنة للوصول، واحذر أن تتوقف أمام ترقية أو شهادة، لأن النجاح في الحياة لا يمثله أي منهما وإنما تقيس قدرة نجاحك بما تستطيع تقديمه لمجتمعك ولنفسك خارج إطار القواعد العلمية والأسس المعرفية، قل آمنت بالله ثم استقم ولا تلتفت إلى الخلف، فالكلاب تسير دائماً خلف القافلة!.