;
ألطاف الأهدل
ألطاف الأهدل

الصامتون!! 1771

2013-03-02 16:11:35


تسكنني الريبةُ ويتملكني الخوف من رجل أو امرأة يمارسون لعبة الصمت ليس قوفاً على قاعدة الصمت الذهبي وإنما حتى يبقى المتحدث في سعةٍ من احتمال الخطأ أو على الأقل إمكانية الوقوع فيه.
أكره ذلك النوع الصامت من البشر، من يشعرك أنه يجلس أمام فليم تراجيدي ممل وأنك تجلس إلى حضرة صنم خال من المشاعر والذوق وحتى أبسط قواعد العرف الدارجة.
بشر يدفعون بك إلى الاعتقاد باستعلاء الذات على الضمير والبقاء بين أكوام الظنون، تشدّك أمواج الرفض وتدفعك أمواج القبول.. ليس لدى مثل هؤلاء أدنى نسبة من الدبلوماسية أو فن الحوار، بل إن أقصى ما يمكنهم فعله وضع كل مفردةٍ تلقى على مسامعهم تحت مجهر النقد والتمحيص والتوصيف والمساءلة، حتى ليشعر المرء في حضرتهم بالاستفزاز المقصود وكأنك تجلس إلى هيئة تدريبية عُليا في جهاز مخابرات عريق، فلا هم يخرجون من سكرة الصمت بحكمة ولاهم يشاركون جليسهم رأياً أو مشورة، بل إنهم مخبأون تحت ألسنتهم، لأنهم في كل مرةٍ ينطقون بعد صمتٍ طويل بما لا يعطينا الشعور بسلامة نواياهم وبما لا يتفق مع وقار الصمت الذي اتخذوه فقط كشعار للنيل من قلوبنا التي تمنح الثقة أحياناً لمن لا يستحق.
الصامتون بشر من نوع نرجسي، غريب يبذلون الإهانة في نظرة ويتسببون في الأذى بكلمة دون أن يكون لديهم أدنى إحساس بما تصنع أيديهم وما تغرق ألسنتهم من آنية بطونهم المسكونة بالكراهية، صمتهم عقاب وكلماتهم المغلفة بالسم فترة عقوبة كافية لا يحمينا منها حسن السلوك والسيرة..
يصمتون عن الحق كما لو أنه لم يكن حقاً ويصمتون عن الباطل كما لو كان الصمت عنه فضيلة، هم لا يأمرون بمعروف ولا ينهون عن منكر، صمتهم عن الحق والباطل يعطي سواهم ممن عميت أبصارهم وبصيرتهم فرصة العبور بحجة التحريف من أقصى اليمين الممكن إلى أقصى الشمال اللاممكن وكأن إشارة مرور تحوي ثلاثة دوائر خضراء مشتعلة منحت هؤلاء حق الصمت ومنحت الآخرين حق الكلام لكن ظلماً وبهتاناً وزوراً.. الصامتون من هؤلاء الأمة مجرمون حتى ولو لم يحملون على أكتافهم بنادق أو صواريخ آر بي جي ولم تخف خواصرهم خناجر أو مسدسات كاتمة، لأنهم يشهدون مصارع الناس واختناق الأمة بدخان الأحداث وحجم الرعب الذي يعيشه المجتمع وفي أيديهم أن يصنعوا الكثير ليغيروا ما يمكن تغييره في أكثر منعطفات الأمة احتياجاً للتغيير، يصمتون عمداً وينطقون عمداً ولا تلمس فيهم أي معنى للفطرة والبراءة، هم قتلة مأجورون، لكننا نجهل السبيل إلى معرفة بنك العنف والفتنة الذي يمدهم بهذه الذخيرة الفريدة من الظلم والبطش والمنكر، أو ربما عرفة بعضنا فأنكرُ وصمت، عنه فالصامتون شعب وطوائف!.
 

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد