مما لا شك فيه, ان الاعلام له الدور الاكبر, في تحريك القضايا, وتفعيلها سلباَ أو ايجاباَ, وفي تمهيد الطريق وتصعيبها، وتصفية الأجواء وتعكيرها,.. يقارب ويباعد, ويحرض ويهدأ, يشعل و يطفئ, يهول يهون, يصدق
ويكذب, يضر وينفع, فالإعلام بجميع وسائله المرئية، والمسموعة, والمقروءة, سيف ذو حدين معا وضد, يمتلك الفعل الاقوى, والانتشار الأوسع, والتأثير السريع على مستوى الافراد والشعوب والامم...
وكم نحن بحاجة الى الاعلام الايجابي, وخاصة في هذه المرحلة الشائكة, والحالة الضبابية التي يعيشها بها الوطن ارضاَ وانسانا, والتي لا خروج منها إلا بالحوار، الذي ـ وبإذن الله تعالى ـ سيحمل الوطن على سفينته, ويخرج به من تلك الامواج العاتية الى بر الامان..
وعلى وسائل الاعلام يقع الدور الاكبر في تمهيد الطريق, وتصفية الأجواء, وتهيئة النفوس لإنجاح الحوار, ودعم التحول الديمقراطي, لتحقيق أهداف الثورة، وبناء الدولة،وحماية الوطن, ولذا على جميع وسائل الإعلام العامة والخاصة والأهلية والحزبية أن تلعب دورا ايجابيا وتكون سندا ورافدا لدعم الحوار الوطني وانجاحه وهذا ما يجب الالتزام به...
فهناك بعض الوسائل الاعلامية تدعو الى التطرف, وتحرض على العنف, وتعمل على زرع الحقد والكراهية,ونشر اليأس والاحباط, وتهويل الاحداث وتأزيم الموافق واختلاق الأكاذيب والاشاعات, وتزيف الواقع وتشويه الحقائق, وتسعى الى افتعال المشاكل وخلق العوائق والحواجز, و تهيج امواج الصراعات والنزاعات لتحطيم سفينة الحوار الوطني واغراقها في بحر المشاكل والمعاناة التي يعيشها الوطن..
ولذا فإننا ندعو رئيس الجمهورية ولجنة الحوار سرعة التصرف مع تلك الوسائل الاعلامية وضبطها قانونيا, فاذا كان حق التعبير وحرية الرأي حلال كفلها القانون فان تمزيق الوطن وتدميره حرام يعاقب عليه القانون... فالوطن ملك الجميع, وجميعنا ابناء الوطن, ونحن نحب الوطن جميعا, وبناءه وحمايته مهمة الجميع من اقصاه الى اقصاه, ولكلِ منّا رأيه ووجهة نظره, وان كنا مختلفين فكلنا متساوون, وعلينا ان نتفق من اجل بناء الوطن وحمايته, وهذا لن يكون الا بالحوار ولان الحوار هو طريقنا جميعا الى بناء الوطن وحمايته, فعلينا جميعا ان نعمل على انجاح الحوار, وندرك جيدا ان كل ما يضر بالحوار يضر بالوطن, وان تلك الوسائل الاعلامية الت تبث السموم, وتشعل النيران تسعى الى عرقلة الحوار واغراق سفينته بأمواج الانتقام والحقد الت يحملها اصحابها المعروفين والذين لا يعملون الا لمصالحهم الشخصية, وتاريخهم يدل على ذلك.