;
ألطاف الأهدل
ألطاف الأهدل

عبودية من نوع آخر! 1677

2013-04-16 18:24:50


كنت أعتقد أن زمن الرق والعبودية قد ولَى إلى غير رجعة بعد أن تغيرت سياسات الدول وتطورت أنظمتها وتعددت أساليب الشعوب بين الحكومات والشعوب في التعبير عن مشاعر التبعية فيها حتى وصل الأمر إلى وجود اتجاه معاكس بين الحكومات والشعوب لا يمكن أن تتخيله عقلية ناقدة أو قلم ساخر.
لكن ما أعتقدته كان خطأ, إذ لازالت العبودية قائمة ولازال الرق موجوداً, فهناك مناطق في اليمن وإفريقيا وجنوب شرق آسيا وأيضاً أوروبا تعاني وجود العبودية ويئن البشر فيها من بقائهم ضحايا للسخرة وأسرى للرق في أكثر من شكل وبأكثر من مبرر.. عبودية لاتعرف اللون ولايعنيها نوع المهنة, لكنها ظهرت بفعل تدني الفكر البشري وتشبعه بثقافات رخيصة ودنيئة جاءت بعد وصول الإنسان العصري إلى مرحلة متطورة من الرفاهية جعلته أكثر بشاعة وقبحاً.
لازالت العبودية قائمة حتى ونحن في زمن ناطحت فيه أبراج الأرض فراشات السماء المثقلة بالماء, في زمن يتحدث فيه عظماء العالم وحقرائه عن الحرية وكيف يمكن أن تكون مفتاحه لتغيير حياة الشعوب.. يا لها من حرية عاشها العالم عقوداً لكنها لم تحرره من عبودية الذات ولم تنقذه من مرض الأنانية القاتلة ولم تستطع الوصول إلى نقطة الضعف التي تجعله يبحث عن القوة في كل وقت وبأي وسيلة.. عبودية في زمن تحطمت فيه كل قواعد الخضوع والإسلام وأصبح التحدي أسلوباً للوصول أو على الأقل أداة لردع طموح العدو أياً كان هذا العدو, عبودية لم تستخدم الإنسان لحمل الأثقال واستصلاح الأرض البور وتربية الحيوانات الرابضة على بلاط العلية من القوم, عبودية أظهرت المساحة الحيوانية في نفس الإنسان الحديث لأنه استعبد أصحاب الحاجة القصوى لإشباع حاجته الدنيا, استخدمهم كما يستخدم المرحاض أو سلة المهملات أو حوض النفايات العضوية.. استخدمهم ليقذف في أحشائهم اقذر ما تحمل أحشاؤه! يا له من زمن اختلطت فيه كل القوى وترادفت فيه كل المفاهيم ولم يعد من السهل أن نفصل فيه بين ما هو لنا وما هو علينا من مهام وحقوق.. زمن أصبح فيه أطفالنا يلعقون بوضة القهر في أقماع تربوية عديمة المذاق, فأين هو طعم الحرية الحقيقي؟! أين هي الحرية في زمن تحطمت فيه كل أنواع القيود والأغلال؟! أين هي الحرية التي تنبع من أعماق البشر؟! ولماذا أصبحت الحرية ترتدي ثوب العبودية والرضوخ؟!..
حدث هذا فعلاً في زمن لم تعد فيه العبودية وسيلة بل غاية لتحقيق مآرب أكثر مما نتصور, فبدلاً من أن كانت العبودية قيداً لإخضاع طبقات معينة من البشر, أصبحت سياسة لإخضاع شعوب بأسرها؛ تبدأ بتقييد البشر وتنتهي بتقييد ثرواتهم وتستبيح أوطانهم خلف قضبان السٌخرة المشروعة!.

 

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد