النموذج الأول :ما جاء في خطبة الخليفة الأول أبي بكر الصديق - رضي الله عنه- بعد انتخابه حاكما للمسلمين، حيث قال: إني قد ولُيت عليكم ولست بخيركم، فإن رأيتموني على حق فأعينوني، وإن رأيتموني على باطل فقوموني، أطيعوني ما أطعت الله فيكم ، فإن عصيته فلا طاعة لي عليكم، وفي قوله - رضي الله عنه - (أطيعوني ما أطعت الله فيكم) معيار عملي للنقد الذاتي الحقيقي لقد طالب بالرقابة الشعبية عندما يرون خروجاً على حقوق الأمة..
النموذج الثاني في نقد الذات ما جاء في حديث الصحابي الجليل حنظله الأسيدي- رضي الله عنه- ، حيث قال: لقيني أبو بكر وقال: "كيف أنت يا حنظله؟ قلت: نافق حنظله، قال: سبحان الله، ما تقول؟ قلت: نكون عند رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يذكِّرنا بالنار والجنة حتى كأنا رأي عين فإذا خرجنا من عنده عافسنا الأزواج والأولاد والضيعات فنسينا كثيرا، فقال أبو بكر: فو الله إنا لنلقى مثل هذا.
قال حنظلة: فانطلقت أنا وأبو بكر حتى دخلنا على رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، قلت: نافق حنظلة يا رسول الله، فقال: وما ذاك؟ قلت: يا رسول الله، نكون عندك تذكرنا بالنار والجنة كأنا رأي عين، فإذا خرجنا من عندك عافَسْنا الأزواج والأولاد والضيعات ونسينا كثيرا. فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): "والذي نفسي بيده لو تدومون على ما تكونون عندي وفي الذكر لصافحتكم الملائكة على فرشكم وفي طرقكم ولكن يا حنظلة ساعة وساعة – وكررها ثلاثاً" رواه مسلم في صحيحة.
محمد سيف عبدالله العدينى
نماذج بارزة من سيرة السلف الصالح في تقويم الذات 2529