ظاهرة النقد الذاتي الإيجابية غير مرغوبة في مجتمعاتنا بشكل يتناسب مع أهميتها ولذلك بدت على مجتمعاتنا ظاهرة التخوف من النقد وبشكل أثر على مسارات الحياة بشكل كبير وللتخوف من النقد أسباب عدة سنذكر أبرزها فيما يلي ومنها:
1 ـ إن الإنسان جُبل على الظهور أمام نفسه بالشكل المناسب، بل دائما ما يعزو أسباب فشله وتقصيره لعوامل خارجية في الغالب ، ويتصور انه لا علاقة له بها.
2- إن الكثير مناك طبع بشري ينظر إلى أعماله وتصرفاته نظرة السمو والعلو، ولا يرغب فيما يعكر صفو هذه النظرة، ونحن بهذا ننسي أو نتناسى أننا بشر نخطئ ويصيب وعندنا استعداد للفجور والتقوى
3- انه مما يجعل النقد الذاتي وقبوله من الأخر يغيب ويضيع في مجتمعاتنا ما توارثناه من ثقافة شعارها: ليس في الإمكان أبدع مما كان، وكأن هذا الشعار يقول : لقد استخرجنا أفضل ما عندنا، وليس هناك أفضل مما قدم أسلافنا، وما ترك الأول للآخر شيئا وهذا للأسف يعني أننا لابد إن نحجر على العقول أن تعمل، وعلى الأذهان أن تتفتق لتبدع بأفكار جديدة .
4- إن الكثير منا أفراد وأحزاب وجماعات ينظر إلى النقد الذاتي وقبوله من الأخر كأحد علامات الضعف والوهن، رغم أن النقد وقبوله من الأخر من أهم الأدوات الفعالة في تحصين أي اجتماع قائم من الأخطاء والأخطار المحدقة ، كما أنه الأداة الماضية في تعزيز نقاط القوة في الثقافة وفي الخطط وتنفيذها ، وتنقية أفكارنا وخططنا من نقاط الضعف وفي الحقيقة إن الهروب من نقد الذات وقبوله من الأخر هو هروب من المسؤولية.
5ـ إن البعض منا وخاصة القادة الذين يتوهمون حماية الصف بمنع ممارسة النقد وقبوله من الأخر لا يفرقون بين نقد الذات وجلدها، بمعنى أنه يعتبر نقد الذات ومراجعتها وتقييمها وبالتالي إصلاح أعوجاها، جلدا لها، أي جلد لنفسه أو حزبه أو جماعته، مع أن الفرق واضح بين المعنيين، فالنقد الذاتي شيء طبيعي ومطلوب لأننا نخطئ ونصيب ، ونقصر وهو محاولة لاكتشاف طريق الإصلاح . أما جلد الذات، فيعني ممارسة النقد والتوبيخ مع اليأس من الصلاح والإصلاح. لذا فجلد الذات هو: المبالغة في الشعور بالذنب، ومعاقبة النفس، وأهانتها، وتهوين شأنها، حتى تقتنع بأنه ليس بإمكانها أن تتسلم زمام التغيير.
وهذا منافٍ لمعنى النقد الذاتي, أننا أمام مرحلة انتقالية من أبرز سماتها الحوار والنقد للوصول إلى المشتركات.
محمد سيف عبدالله العدينى
أسباب التخوف من النقد 1365