إن لإعلان نقد الذات عبر وسائل الإعلام إيجابيات ومصالح عامة، ومن تلك الإيجابيات ما يلي:
1- منع تسرب فكرة التقديس للأشخاص والأفكار التي طغت في أديان أخرى محرفة والتي كانت قبل الإسلام ودخلت إلى ثقافة المسلمين عبر الإسرائيليات وغيرها، وفي الغالب التقديس للأشخاص نابع من نصوص وضعت باسم الرسول- صلى الله عليه وسلم- ومن خلال نظرة زائدة عن الحد للشخص، وجعله فوق مستوى النقد، وفوق مستوى الأخذ والرد، ولهذا منع لهذا التقديس يقول الله تعالي عن رسول الله :(قل إنما أنا بشر مثلكم يوحى إليَّ).
وقال الإمام مالك رحمه الله: "كل يؤخذ منه ويترك إلا صاحب هذا المقام، إشارة منه إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.
2- الاعتراف بالأخطاء الشائعة والمعروفة والمشهورة أمام الناس من شأنه التخفيف منها وإعلام الناس بأن أصاحبها بشر يعيشون بين الصواب والخطاء وقد تراجعوا عنها أن كانت مضرة بالأمة وليست مما يسمح به الاجتهاد، وبالتالي لا يتابعون عليها.
3- الاعتراف بالأخطاء والتراجع والمراجعة وخصوصاً إذا كانت المراجعة من جماعة أو حزب أو مؤسسة أو من شخص معروف بمكانته.. أن هذا سيشجع بقية الجماعات والأحزاب وبقية الناس على الاعتراف بأخطائهم وبالتالي تسود ثقافة نقد الذات في المجتمع ، وعبر كل وسائل الإعلام ، فإذا كانت الجماعة أو الحزب أو ألمؤسسة نشرت مراجعاتها متضمنة أخطاءها الماضية والتصحيح الجديد ، واذا كان العالم المشهور، أو الداعية المشهور قد عوَّد الناس على الاعتراف بالخطأ علانية وأمامهم، فيقول: قلت كذا وهذا خطأ، وفعلت كذا وهذا خطأ، وقد صححت معلوماتي عن ذلك, فإن الناس حينئذ يتعوَّدون على الاعتراف بأخطائهم والرجوع عنها، ومحاولة تصحيحها أولاً بأول" .
4- إن نقد الذات للجماعة أو الحزب أو أي مؤسسة من مؤسسات الدولة أو أي شخص أمام الرأي العام له دور فاعل في قطع الطريق أمام الأعداء والخصوم لتهويل الخطأ واستغلاله.
5- إن نقد الذات أمام الرأي العام سوف يشعر الأمة بأن القائمين على الجماعات والأحزاب والمؤسسات والعلماء بأنهم بشر قد يخطئون ويصيبون ولكن لهم لجان رقابية وهيئات إشراقية تصحح المسار وهذا ما نريده من جماعات وأحزاب ومنظمات ونقابات وعلماء ومشائخ اليمن الجديد.. يمن ما بعد ثورة 11فبرائر الشبابية السلمية..
محمد سيف عبدالله العدينى
فوائد نقد الذات عبر وسائل الإعلام 1534