إن مشاكلنا نحن اليمنيين كثيرة ،وأهم أسبابها ثقافة الماضي السلبية سواء التاريخية أو الدينية وأكملتها عاداتنا الاجتماعية المنتجة للثارات والصراعات والتميز العنصري باسم الدين ،وبعدنا عن مصدري ديننا؛ الكتاب والسنة ، وإحلال محلها فهم البشر، وهنا من أوجب الواجبات على اليمنيين عموماً والنخب الدينية والسياسية والمدنية والاجتماعية أن يكونوا وكلاء للمستقبل وأن يتخلوا عن الوكالة للماضي ويضحوا في سبيل ذلك، ومن ثمرات ثورة 11فبراير الشبابية الشعبية السلمية إنتاج وكيل قوي وكبير وممثل للمستقبل؛ هو مؤتمر الحوار الوطني الشامل, الذي بدأ صوته يصل إلى كافة أبناء الشعب اليمني والذي يوجب على النخب عموماً والأحزاب خصوصاً أن يتدربوا ويدربوا أبناء الشعب اليمني على استيعاب وفهم ووعي أهمية مخرجات مؤتمر الحوار الوطني، لأنها البوابة للولوج إلى المستقبل وبناء يمن جديد، وهذا يتطلب من كل مكونات الحوار الوطني وخلفياتهم التفاهم والتعاون، وقبول آراء بعضهم بعضاً، والتعود والتدرب على إدارة اختلاف التنوع، وفي ظل منافسة الآراء والبرامج, بعيداً عن استحضار السلالة والمذهبية والعصبية القبلية، وبعيداً عن السلاح والعنف أو التلويح بالقوة، فالمرحلة الراهنة بأمس الحاجة إلى مد جسور التسامح والتصالح ونسيان الماضي السلبي، ولمّ الشمل ونبذ الفرقة والتفاهم وتعزيز الثقة وتقوية العلاقة بين كل مكونات الشعب اليمني، وإظهار حسن النية من الجميع.