إن الله تعالى أخبرنا بأن الحياة مركبة للاختبار والابتلاء، قال تعالى:( الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملا وهو العزيز الغفور)، وهذا يضع أمامنا أن أهم التحديات أمام كل القوى اليمنية للوصول إلى الدولة المدنية التي ستمثل توجهات كل اليمنيين، وهي آلية الانتقال إلى المستقبل، فلابد من استحضار الابتلاء والاختبار ممثلاً بصراعات الماضي والعمل على تجاوزها، واستحضار التعصب للمشاريع الصغيرة والعمل على تجاوزها، وأن نعلم بأن طبيعة هذه التحديات تفرض على كل القوى اليمنية أن تتجاوز الخلافات الداخلية والتناقضات الثانوية، حتى يتأتى لأعضاء مؤتمر الحوار الوطني الوصول إلى إجماع لحل كل القضايا.. وعلى كل القوى السياسية والفكرية الصادقة أن تجتمع على أهداف جامعة ومحددة ترتبط بطبيعة أساس التحديات، والتي ذكرتها كل القوى السياسية في رؤيتها المقدمة إلى مؤتمر الحوار الوطني، والتي قد تم الإجماع على بعضها.. وفي هذا المضمار أتمنى على كل القوى السياسية أن تعمل على توعية وترشيد الشباب بهذه الرؤى لتتشكل عندهم أرضية فكرية تتكون أسسها من القواسم المشتركة لكل اليمنيين، والعمل على نقل الشباب من إشكالية التشتت إلى اختلاف تنوع يقود إلى التوحد، والعمل على تجاوز خلافات الذات إلى الحوار مع الآخر، وهذا يتطلب جهداً من النخب وخاصة المتخصصين بإعداد بحوث في تعريف الآخر الداخلي وأهمية اختلاف التنوع معه، بل إن الأصل أن نوعي شبابنا بالآخر الأوروبي, وخاصة أن البعض منهم هو الراعي للحوار الوطني، وهذا يتطلب خططاً استراتيجية لبناء ثقافة حوار شبابي حضاري يؤدي إلى اشتراك فاعلينا وكوادرنا من الشباب في التنافس الحواري الحضاري العالمي.. وهنا نسأل: هل عملنا على صياغة لغة حوار ممنهجة علمياً بدلاً من لغة حوارية ضعيفة قد تساهم في كثير من الأحيان بتعزيز الحواجز لا إزالتها؟.
إن الحوار الوطني اليوم يمثل نموذجاً للحوار العلمي المعاصر لحل المشكلات بطرق علمية حديثة، ولأول مرة يخوض اليمنيون مثل هذا الحوار, حوار الأجيال.