إن فن أدارة التغيير هو :فن وعلم وثقافة، وبرامج مرنه لها أولويات وخطط، وافتراضات، وحلول وبدائل بشرط عدم التفريط بالأهداف الكبرى، هذا في حال غياب البعد الخارجي, أما إذا وجد البعد الخارجي، فإن القائمين على إدارة التغيير لاسيما في حالة ضعف إمكانيات الدولة، فإن الذين يريدون التغيير يجدون أنفسهم أمام واقع مضطرب ومتنوع الاتجاهات والصراعات، وهنا كيف يجب أن يكون التصرف في ظل وضع يمر بتناقضات العوائق المتشابكة ،وهل العوائق في الوطن اليمني خافية على من له أدنى مسكه من عقل، الأمر الذي يجعلنا نفكر بوعي بأمور أهمها:
1- الثبات على تحقيق الأهداف وعدم السكوت على أي منها.
2- استمرار الثورة بطرق مختلفة.
3- سياسة النفس الطويل المرحلية والمرنة.
4- التسلح بالعلم والوعي لما تخطط له الثورة المضادة.
5- رفع مستوى الرقابة الشعبية في تعرية وفضح جرائم الفاسدين والثورة المضادة، والتي منها التخريب والقتل، القاعدة ودورها في إرباك الثورة والتغيير، والإرهاب أياً كان مصدره, فإنه خادم للثورة المضادة، وخطورة ذلك على الوحدة الوطنية.
6- شرح وإيضاح التركة الثقيلة التي خلفها النظام السابق متواجد في حكومة الوفاق وإيضاح الإيجابيات التي تحققت بعد الثورة على قلتها، فإنها تمثل الأساس القوي الذي ستقوم عليه الدولة المدنية القادمة، وأن هذه الأسس لم تظهر بعد إلى سطح الأرض.
7- رفع التصميم مهما كانت الظروف على إنجاح مؤتمر الحوار الوطني، كونه الحامل الأساس للشرعية الدستورية والسياسية القادمة.
أقول: لنعلم بأن رياح التغيير مهما كانت عاتية أو قوية فإنه لا يمكن أن تنجز عملها في الأجل القصير أو المتوسط، بل لا بد من طول نفس مع التحلي بالصبر والأخلاق ورباطة الجأش.. وإن أشباح الفوضى مهما كانت مخيفة أو موحشة فإن الأمل لاحت بشائره لكل ذي عينين، وإن الناس المخلصين لله وحده ثم لخدمة الوطن وأبنائه هم الذين سيخرجون البلدان من أتون وأشباح الفوضى، وتعقد عليهم الشعوب آمالاً كبرى بعد توفيق الله تعالى لهم وغلبته في كل الأمور، مصداقاً لقوله تعالى: (والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون).