لن يغني أيوب هذه المرة ولن تبث القنوات الرسمية أغاني المغتربين لفنان الشعب/ أيوب طارش عبسي.. ولن تدرس الحكومة التوافقية كيفية استيعاب قوتها البشرية العائدة من أراضي المملكة الغنية.
اعتادت المملكة على الدوام ممارسة هيمنتها منذ عقود وعقود تسببت في إنهاك اقتصاد البلد وتدمير كل شيء جميل فيه, عملاً بالوصية المشؤمة لمؤسسها (عز السعودية بذل اليمن).. السعودية التي لم تجد عاملها صالح ولم تجد شبيهاً له لتمارس روتينها القديم في نشر مزيد من الفقر والحروب والصراع, وإذا كان للمملكة عملاءها من المشائخ والعسكريين والمخربين.. وجدت السعودية في صنعاء نسخة مكررة من الشهيد/ إبراهيم الحمدي- طيب الله ثراه- حين رفض كما نشرت إحدى الصحف اليومية التوقيع على اتفاقية جده.. كما أن الحديث عن آبار النفط في محافظة الجوف زاد الطين بله.. وجعل السعودية تتذرع بذرائع لأجل إرباك البلد المنهك أصلاً وفي هذا التوقيت تحديداً.. المملكة التي وقفت بقوه تجاه ثورة اليمن خشية من تفاقس ثورات في بلادها وأخرجت الأمور إلى تسوية سياسية عبر المبادرة الخليجية, لتبرر لشعبها أن ما يحصل في الجار الفقير أزمة سياسية ليس إلا.
عاد في غضون الأيام الماضية عدد من اليمنيين, عادوا يشكون آلامهم, وسيعود الباقون في الأيام المقبلة, فالبلدة طيبو والرب غفور.. لكن المشكلة لا تكمن في أن تجعل السعودية من اليمن مقلباً لأثاثها (المستعمل), تكمن المشكلة في أن السعودية وحتى أولئك القادمين من خلف البحار (القرن الأفريقي) لا تعيدهم إلى بلدانهم, بل تعيدهم إلى بلدهم الثاني اليمن.
سيشكل العائدون حتماً عبئاً كبيراً على البلاد نتيجة لما تعيشه من بؤس ومن غلاء فاحش وبطالة توشك على الانهيار.. لكن ذلك لن يمنع من خروج مسيرات جماهيرية كبرى تطالب بإلغاء اتفاقية جده واستعادة الأرض (نجران وجيزان وعسير), فما زالت الشوارع الرئيسية تحمل أسماء تلك المدن.
فتاح المقطري
لن يغني أيوب هذه المرة 2169