الأخ الأستاذ/ إبراهيم مجاهد
حالة الطوارئ القصوى والمفروضة علينا بسبب أعطال الكهرباء المتكررة جعلتنا نعود -في بعض سلوكياتنا المنزلية- إلى العصر الحجري، فقد أصبحنا بحاجة لحجر الطحن التي يتمكنا من إعداد الـ (سحاوق) اللذيذ بأريحية فائقة لكن في ذات اللحظة بجهد مضاعف، الفانوس أيضاً أصبح وجوده يشكل ضرورة فائقة، بعد تجارب لا حصر لها مع أدوات إنارة صينية لا تسمن ولا تغني من وجوع، فقد البعض أناقته وجمال مظهره بعد أن توقف الناس عن استخدام المكوى لإضفاء الترتيب والهندمة! أثوابهم، توقف البعض أيضاً عن استخدام الجوال والحاسوب بتلك الطريقة المهولة التي تسبب خلال آونة قصيرة بمشاكل سمعية وبصرية لا حصر لها وفقدت أنا السيطرة على التزامي قبل الجميع بإرسال المواد الصحفية "أخبار اليوم" لكن المشكلة عامة والقضية سائدة وليس منا من سلم من الخوض فيها وكأنها من فتن آخر الزمان!
بعض المستشفيات الخاصة تتعامل مع المرضى وكأنهم غنيمة، تشغل ذلك الظرف الطارئ الذي أوصل أحد المرضى إليها وكأنها في حالة اصطياد أو تصيد لإرادة القدر الإلاهي، لكنها تكفر عن ذنب ترتكبه طوال العام وعن إصرار كبير لترفع شعار المعاينة المجانية خلال شهر رمضان والتي لا تخلو أيضاً من أساليب النصب والاحتيال التي توحي بأن بعض الأطباء درسها كمادة أساسية في المنهج الأكاديمي القاصر إنسانياً، خاصة حين يكون صاحب المشفى طبيباً ذائع الصيت!
يقال أن الديموقراطية تعني في أبسط مفاهيمها أن يحكم الشعب نفسه بنفسه، ونحن شعب لا نحكم نفسنا ولا نحكم عليها، ولو أن ذلك حدث خارج إطار السياسة وبعيداً عنها لاستطعنا على الأقل أن ننظم سياق حياتنا وننظف مدننا من أكوام المخلفات التي منعت الذباب من تحديد النسل ولم يستفد منها أحد إلا القطط الشاردة والكلاب المسعورة وبعض الذين يسرهم أن يغرق الوطن في وحل الوباء ومستنقع المرض.
بعض الناس في مجال الصحافة ينسى أن قلمه رأيه وكلماته وسيلته وأفكاره النيرة رساله ستصل حتماً إلى المتعطشين إلى البناء والإعمار والفضيلة، وكل الذي نرجوه من هؤلاء الطيبين أن يعلموا أن الفتنه نائمه ملعون من أيقظها وأن الفتنة أشد من القتل في كتاب الله، كما أن رسول الله (ص) يقول: (من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت) ، وقال (ص) ناصحاً معاذ بن جبل (... ثكلتك أمك يامعاذ، وهل يكبّ الناس في النار على وجوههم إلا حصائد السنتهم) صدق رسول الله.
دائماً أتذكر قول الله في كتابه الكريم ( ... ولكن الله سلّم إنهُ عليم بذات الصدور) الأنفال آيه (43)، حين أتذكر هذه الآية يحضرني ذلك الشعور بالحزن والضياع خلال الأزمة التي مر بها الوطن في ثورته الشبابية وما تبعها من تمزق وشتات لكن الله فعلاً سلم وتدخلت قدرته في الوقت المناسب بعد أن سقطت الكثير من الأقنعة الرمادية، فما الحاجة لإشعال نار الحقد والكراهية والتطرف ونحن معاشر الكتّاب دعاة سلام وفضيلة؟!
ألطاف الأهدل
بيني وبينكم... 1449