مصر بلد العجائب، ولكن أن يحدث فيها "ثورة !!" بقيادة أجهزة الدولة، فهذا أعجب العجب، وسابقة سيسجلها التاريخ.
"ثورة!!" يقودها الجيش والشرطة والقضاء والإعلام على أول رئيس مدني منتخب؟!!!
ثورة بدون شهيد واحد ولا حتى مصاب واحد دفاعًا عن مبادئها؟!
ثورة أدارتها أجهزة الدولة هذه متسترة خلف تيار ليبرالي (مدني) أعجب من الثورة العجيبة!!
تيار ليبرالي إبداعي ليس له مثيل، فبعد أن خسر كل الانتخابات التي خاضها خلال عامين ونصف العام من عمر الثورة، يقوم اليوم مشكورًا بحملة تنوير عالمية لإرساء قواعد جديدة للديمقراطية.
ديمقراطية تقوم على التحالف مع المؤسسة العسكرية والكنيسة وفلول النظام السابق.
ديمقراطية كفرت بكل نتائج الانتخابات خلال عامين ونصف العام من عمر الثورة وباركت سرقة صوت الناخبين في كل الانتخابات السابقة.
ديمقراطية تبارك فتح السجون والمعتقلات وإغلاق المصادر الإعلامية.
ديمقراطية إغلاق المصالح الحكومية (مجمع التحرير نموذجًا) بالجنازير لتنفيذ عصيان مدني جبري، ومحاصرة مقر الرئاسة وقذفه بالمولوتوف برعاية الشرطة، وحرق مقرات التيار السياسي المنافس، واستخدام البلطجية لإرهاب الخصم السياسي.
شكرًا لكم لقد أرسيتم قواعد جديدة للديمقراطية وعليكم أن تحترموها حتى النهاية.
ألم أقل لك إنه تيار ليبرالي إبداعي!!!
تيار يقود حملة "تنوير" عالمية بقيادة البرادعي لتسويق الانقلاب على أنه "ثورة!!"
ثورة وقف فيها البرادعي بين العسكر والكنيسة في بيان مشترك.
ثورة تم دفع ثمنها في اليوم التالي مباشرة بلا حياء.
ثورة مستحيل لمن عنده ذرة حياء أن يكرر هتاف ثورة يناير "ارفع راسك فوق أنت مصري" كيف ارفع رأسي ورئيسي المنتخب مختطف في مكان مجهول تصفه منظمة العفو الدولية بأنه جريمة اختفاء قسري كأننا في جمهورية الموز؟، كيف أرفع رأسي وبداية الثورة سجن واعتقالات ومصادرة رأي واعتداء بالذخيرة الحية على المتظاهرين؟
أيها الانقلابيون، إن كانت كلمة "الثورة" تروقكم، وإن كانت كلمة "انقلاب عسكري" تخزيكم وتسوؤكم، فلتهتفوا في كورال واحد يضم العسكر والشرطة والإعلام، والفلول، والكنيسة ومن انضم إليكم:
"ثورة ثورة ضد الشعب".
م. محمود صقر
ثورة ثورة ضد الشعب 1338