من الأخبار السارة التي تسوقها إلينا حكومتنا في الأيام المقترحة هذه أنها رفضت تحليق الطائرات بدون طيار فوق مدينة صنعاء كما رفضت قصف الإرهابيين في صنعاء بالطائرات بدون طيار!! ما هذه الوطنية، ما هذا الحرص الإنساني والأخلاقي؟ في أيام العيد رأى سكان صنعاء الطائرات بدون طيار تحلق فوق رؤوسهم ليكون طعم العيد آخراً.. بلد تخترق كل يوم وكل لحظة بحجة أن أصحاب الذقون المرعبة يعيشون فيها.. بحجة أن هناك مخططات ستطال الأجانب وغيرهم.. البلد يتم انتهاك سيادتها وسيادة أهلها كل العام وفي يوم العيد..
أحياناً يساورني شكي بأن أميركا والغرب يريدون إنهاء عظمة ومكانة أيام الأعياد الدينية في نفوس المسلمين والدليل تعمدهم القصف في رمضان والأشهر الحرم، تحليق طائراتهم في أيام الأعياد، قتلهم الزعيم صدام حسين في عيد الأضحى ـ عيد الفداء،...إلخ وهم أدرى الناس بأنها أشهر حرام وأنها أعياد لها قداستها ومكانتها في الإرث الإسلامي لها وفرض عظمتها في نفوس المسلمين.. فهل شكي مقبول وفي محله أم أنني ومن استيائي أتهم الأبرياء الذين يلاحقون الأشرار ليل نهار حتى لا تتحول اليمن إلى أفغانستان؟
وافقت حكومتنا على ملاحقة الإرهابين بالقوة الأمريكية، وبالطائرات بدون طيار هذا يعني أن وزارة الدفاع الأميركية هي المشرفة على قصف المواطنين اليمنيين بمرافقة حكومتهم، ثم استثناء العاصمة صنعاء لاعتبارات ليس منها احترام السيادة الوطنية أو رعاية لحقوق المواطنين العزل أو لحماية المناطق الأثرية في المدينة أو... فقط لأن ضربهم لصنعاء يعرى الحكومة تماماً من آخر ورقة توت ولأن المحافظات الأخرى مسرح ملائم لنشاط تنظيم القاعدة ولاختيارات وزارة الدفاع الأميركية لطائراتها ولأسلحتها الحديثة والفتاكة وتلك التي في طور التحديث..
فقط نسأل إلى متى ستستمر الطائرات بدون طيار تقصف اليمنيين وتقتلهم؛ أي ما هو التاريخ الذي أتفق عليه؛! أما إذا كانت موافقه مفتوحة فالحمد لله على ما أتانا.. الشيء الآخر ما هي خطط الحكومة في التعامل مع تنظيم القاعدة عبر الطائرات بدون طيار؟ الشيء الأخير لماذا لا تمتد ثقافة الحوار إلى تنظيم القاعدة والجلوس مع قادته والاستماع إليهم ومن ثم التفكير في كيفية التعايش والاندماج؟ قد يكون من المستحيل التحاور مع الإرهابيين والمتشددين على أرضية أن هناك دولة وحكومة وقوانين ينبغي احترامها والاحتكام لها، لكن المبادرة والبدء أفضل من الحرب التي تخوضها أمريكا وبريطانيا في اليمن بدون سقف زمني وبدون حيطة أو حذر في قتل المدنيين وبدون خطة ذات بداية ونهاية ودون إشراك الحكومة اليمنية.
على الشعب أن يرفض سياسة وزارة الدفاع الأميركية التي قتلت السيادة الوطنية وانتهكت القوانين والأعراف وحقوق الإنسان.. إننا لم نعد أحراراً.
محاسن الحواتي
إلا صنعاء...!! 1608