بالأمس وجدت قلمي يسطر كلمات وإن كنت قد توقفت عن الكتابة منذ فترة، أجدني أعود مجدداً، بعد أن تأكدت أن المتنفس الجميل لي هو كتابة ما أحمل في صدري من هموم لهذا الوطن خاصة ولامتنا العربية عامة، كنت قد توقفت عن الكتابة لا عن تغير في قناعتي، فلا زلت أرى ما كنت أراه من فساد، بل ما زادتني الأيام إلا قناعة، أيقنت حقيقة لا خيالاً ان من يسعون فى الارض فساداً هم انفسهم من يسعون إلى كراسي الحكم.
حكام العرب هؤلاء الحكام عليهم أن يعترفوا بأنهم هم هموم الأمة العربية وهم عدوها الأول وأضخم مصائبها، ولا حل للمشاكل التي تواجه الأمة ما داموا هم على كراسي الحكم!
إنهم كذلك لأنهم هم الذين يسمحون للأعداء الأمة من صهاينة وأمريكيين باحتلال الأرض العربية، وهم المتحالفون مع العدو الصهيوني وأمريكا ويقدمون لهما مختلف التسهيلات للهيمنة على الأراضي العربية واحتلالها وإذلال سكانها، هؤلاء الحكام هم عون للأعداء على الوطن وعلى الأمة وشرفها ومقدساتها وتاريخها وحضارتها وثقافتها ومستقبلها، إنهم يطبعون العلاقات مع العدو الصهيوني ويقدمون كل ما هو مطلوب لتمكين الاحتلال الأمريكي، ويستقدمون القوات الأجنبية لتدنيس الأرض العربية، هؤلاء الحكام يقهرون المواطنين العرب، ويقمعونهم ويلاحقونهم ويكبتون حرياتهم ويزجونهم بالسجون ويعذبونهم ويقتلونهم ويحرمونهم من لقمة الخبز، هؤلاء الحكام يعملون على استعباد العربي واستغلاله وكسر رقبته وهدر كرامته وإذلاله، إنهم ألد أعداء المواطن العربي الذي ينشد الحرية، ويسخّرون أجهزتهم الأمنية لقتل الكبرياء في نفسه وسحق أحلامه وآماله في أن يكون ابناً لوطن حر عظيم.
هؤلاء الحكام هم الذين ينهبون ثروات الأمة ويبذرونها على شهواتهم وأهوائهم الشخصية وأهواء أفراد عائلاتهم والمقربين منهم والموالين لهم، الذين يسعون في النفاق، أمتنا تملك الخير الوفير ومن الثروات الشيء الكثير، لكن هؤلاء الحكام يمتهنون السرقة واللصوصية، وينهبون في وضح النهار وباسم الشعب والأمة وأحيانا تحت عناوين دينية، يسعون لاستدراج الأمة الى فتنة مذهبية وقتل الشعوب العربية بالأموال العربية، هؤلاء حكام يفتحون خزائن الأمة لأعداء الأمة ويستهترون بملكيتها لثرواتها، ثروات الأمة مفتوحة أمام استغلال الأعداء، وأموال الأمة مخزونة في مصارفهم، حكام العرب يضعون لقمة طعام الأمة بيد الآخرين إذ يستوردون من احتياجات الأمة من الغذاء من الخارج وهناك أراضي صالحة للاستثمار والزراعة، لكنهم يصرون على أن تبقى الأمة رهينة غذائية بأيد خارجية.
حكام العرب يستخدمون الدين الإسلامي لتبرير حكمهم البغيض الظلامي الأسود، إنهم يستعملون القرآن الكريم للتغطية على مفاسدهم وسوء أخلاقهم ودنسهم، هؤلاء الحكام يحترفون الكذب والدجل والتضليل، ويستخدمون وسائل إعلامهم، والمنافقين القائمين عليها للكذب على الناس وقلب الحقائق، إنهم يصورون أنفسهم في وسائل إعلامهم على أنهم العظماء الحكماء الذين يصونون الأمة ويحمونها، إنهم يصورون للشعوب بأن وجود الأمة مرتبط بوجودهم، وإن غابوا انقرضت الأمة.
حكام العرب هم قادة الفساد والإفساد، وهم الذين يعبثون بالنسيجين الأخلاقي والاجتماعي للأمة، هؤلاء لا يعرفون أخلاقا ولا قيما إنسانية قويمة، ولا يحترمون قانونا سماويا أو دنيويا، هؤلاء اللصوص يقاضون المسكين الذي يسرق دينار ولكن سرقة الملايين جائزة، هؤلاء يعملون بالوساطة والمحسوبية والمنطق القبلي التعصبي الأحمق، ولا يراعون في الله ذمة أو ضميرا.
يعلمون الناس السرقة والكذب والنفاق والجبن والاستسلام والتشكك والخداع والمغيبة والهروب من وجه الظالم لقد أفسدوا الأمة، حكام العرب هم العقبة الأكبر أمام وحدة الأمة، وهم السبب الأول في تجزئة الوطن العربي، حكام العرب يصرون على إبقاء الأمة ضعيفة، وهم يجعلونها مطية لمن يريد أن يمتطي وهدفا سهلا لكل من أراد تحقيق انتصار عسكري، الحكام المتآمرون هم سبب احتلال فلسطين و التخلف الاجتماعي والاقتصادي والعلمي والتقني.
هذه أمة لا يمكن أن تستقيم بوجود هؤلاء الحكام , هناك من يدافع عن هؤلاء الحكام و لكنني أسأل هؤلاء عن ماذا على الحكام العرب أن يفعلوا حتى يغيروا آراءهم فيهم؟؟؟؟ حكام العرب لم يجدوا عملا قبيحا إلا وقاموا به، ولم يتركوا نقيصة تعتب عليهم، ونأوا بأنفسهم عن الشجاعة والحكمة والغيرة والدماثة والقدوة الحسنة والشرف والإباء والأخلاق الحميدة، لقد جعلوا الأمة ممسحة لكل البغاة الطامعين , المهمة الأولى الملقاة على عاتق المواطن العربي هي الإطاحة بهؤلاء الحكام، الأمة لن تواجه الصهاينة والأمريكيين بمثل هؤلاء الحكام، وبهم لا يمكن لها أن تحقق القفزات العلمية والتطويرات التقنية، أو أن تستعيد شرفها وكرامتها وأرضها ومقدساتها، فمن أراد بالأمة خيرا عليه أن يشمر عن ساعده ويصمم على التضحية لإنقاذ الأمة من هؤلاء المستهترين الفاسدين المارقين.
علينا أن ننهض وبشجاعة أن نقف في وجه الظالمين حتى نتخلص من هذا الذل المهين، ونقول للحكام والمسئولين العرب ماذا ستقولون حين تقفون بين يدي الله عز وجل وتسألون عما فعلتم لنصرة هذه الأمة العربية؟
رائد محمد سيف
حُكامنا هم سبب الفساد ! 1775