نشكو كثيراً, بل ونتأذى, بل ونصل إلى مرحلة الـ(قرف والاشمئزاز) من تلك الألفاظ العارية من الحياء والدين والخلق الإنساني المعتدل, تلك التي نشعر أحياناً أننا نعيش ضمن مزرعة جرثومية مترامية الأطراف تظللنا فيها أكوام العفن, أو غابة من الألسن المتدلية عن أفواه لا ندري أهي أفواه كلابٍ مسعورة أم أنها لمخلوقات بشرية تشبهنا شكلاً وتختلف عنّا مضموناً؟!.. ألفاظ تدل على سوء المنبت ورداءة التربية وبشاعة المجتمع الذي يرى الخطأ ويسكت عنه, وكأن خنزيرة ضخمة أرضعت بعض هذا الشعب حتى أصبح بليداً ديوثاً يرضى لنساء الأمة ما ترضاه الكلاب لإناثها!.. ومع اعتذاري الشديد وأسفي البالغ إلا أن هذا هو الواقع الذي نحاول الهروب منه ليلاً, فتلاحقنا ظلاله نهاراً, واقع مغموس بالبرود والتفاهة والقذارة المتناهية.
لذا وجب علينا وقبل كل شيء أن نبدأ بتربية صغارنا ممن يلتقطون تلك الألفاظ السيئة كما يلتقط المغناطيس برادة الحديد المتناثرة على سطح قذر, الخطة في شد الوثاق والحزم والجدية في التربية, وأما الخلطة الذهبية فما أزهد ثمنها في أسواقنا اليمنية وما أكثر تنوعها على موائدنا اليومية, إنه (البسباس) في اللهجة اليمني الدارجة, والـ(شطة) في أغلب دول الجوار.. نعم, هذه الخلطة الذهبية هي من ستوقف خروج الألسن القذرة من كهوفها الصغيرة, فبمجرد أن يصر أطفالنا على تكرار أحد تلك الألفاظ الشيطانية القذرة إصراراً كبيراً, على كل أم أن تشد حزام العاطفة وتضع القليل من تلك الخلطة في فم المتمردين من الصغار حتى ينتهي عن التلفظ بمثلها في المرة القادمة.
نعم, فقد وصلنا لمرحلة متقدمة من اللامبالاة المجتمعية, ولأن مجتمعنا لا يعي بعد معنى الشراكة في تربية النشء, فصاحب البقالة المجاورة للمنزل والفكهاني والمكوجي, وحتى الإسكافي, كل هؤلاء تقع عليهم مسألة تربية النشء كما تقع على المربين في المدارس والوالدين في المنزل, ولو أننا شعرنا بحجم تلك المسئولية ومارسناها ما وصل حال أبنائنا إلى ما وصل إليه اليوم.
هذه خطتنا للسيطرة على ما ملكت أيدينا, ويبقى على الحكومة (بجلالة قدرها) وأصحاب القرار المحلي النظر في نوع العقوبة التي يجب تطبيقها بصرامة على السفهاء من الناس, الذين يغسلون عقول أطفالنا بمجرد أن يغادروا منازلهم.
ملحوظة:
الخلطة الذهبية تستخدم للأطفال فوق سن السابعة, وينبغي أن تكرر الوصفة عند الحاجة القصوى فقط!.
ألطاف الأهدل
الخطة الذكية في الخلطة الذهبية! 1462