سؤال يثيره الحساد الأقران والحاقدون أو العميان, لينضموا إلى العلمانيين وعبدة السلطان, في حملتهم على الإخوان.. وقبل أن أضع بعض ما قدمه الإخوان للأمة والإسلام بشكل نقاط سريعة لعدم اتساع المقام, نقول: إن نشأة حركة الإخوان كانت رداً على إسقاط الخلافة العثمانية في 1924م, بعدها استعمر الوطن العربي وبدأ الغرب يذيب المسلمين في ثقافته عبر التربية والتعليم وعبر الإعلام, وكذلك ينتدب الطلاب من أبناء الذوات للدراسة في الغرب ليعودوا حكاماً للمسلمين بعد رحيله هو من أرضنا, فأسس حسن البنا, رحمه الله, جماعة الإخوان المسلمين أيام الاستعمار البريطاني لمصر- (أكيد لا أحد سيغضب أن جماعة الإخوان كانت تسعى لأخذ السلطة من الإنجليز)- رداً على هذا التوجه ليحافظ على هوية الأمة من الذوبان في ثقافة الأقوياء ويرفع راية الحق وإن كانت مكلفة, ومما قاله رحمه الله تعالى:" إن ما عند الله خير و أبقى، وإن الفناء في الحق هو عين البقاء، وإنه لا دعوة بغير جهاد، ولا جهاد بغير اضطهاد".. فمن كان هذا منهجه يكون طالب دنيا؟.
وإليك أخي الكريم بعضاً مما قدمه الإخوان:
أولاً: قدم مؤسس جماعة الإخوان حسن البنا رأسه في سبيل دعوته ومقاومته للاستعمار, عندما قتل بعد أن شعر الإنجليز بخطورة ما يقوم به من حملة ضدهم بين جموع الشعب المصري.
ثانياً: قدم الإخوان خيرة شبابهم في حرب ثمانية وأربعين ضد العدو الصهيوني, وكاد النصر حليفهم لولا خيانة حكام المنطقة.
ثالثاً: قدم سيد قطب, رحمه الله, رأسه في سبيل مقاومته للاستبداد, ويكفي كلمته الشهيرة عندما جاء أزهري من أتباع السلطان يلقنه الشهادة وقت الإعدام, فقال له بثبات:" أنا من أجلها أقدم عنقي وأنت تأكل بها في موائد السلطان".
رابعاً: طاف دعاة الإخوان في ربوع أكثر من سبعين بلداً, وخرجوا إلى الناس ولم ينتظروا الناس يخرجون إليهم, وعملوا خلال هذا الخروج على إعادة كثير من المسلمين إلى المساجد بدل المراقص وألى العزة بدل الذلة, قدموا جيلاً ملتزماً بالإسلام عقيدة وعبادة وفكراً وسلوكاً يستعصي على الذوبان من خلال المدارس والمعاهد والجمعيات والجامعات, وتحملوا في سبيل ذلك كل أنواع التنكيل, ونحن نتذكر ما أحدثته المعاهد العلمية في اليمن من قفزة علمية وتربوية واجتماعية, وما هي إلا قطرة من جهد هذه الجماعة, واسألوا الإخوة المغتربين في الغرب من يحافظ على أبنائهم من الذوبان في المجتمعات الغربية إلا مراكز الإخوان.
خامساً: قدم الإخوان لفلسطين رأس المقاومة وحجر الزاوية فيها, إنها حركة حماس التي ضحت بقاداتها ورجالها, وعلى رأسهم أحمد ياسين.
سادساً: قدم الإخوان كماً هائلاً من المعرفة القرآنية والفقهية والسياسية والأخلاقية والاقتصادية التي تربط أبناء الأمة بدينهم عبر المطبوعات المختلفة والوسائل المتعددة, وقد قال الشيخ/ محمد ناصر الألباني, رحمه الله:" لو لم يكن للإخوان فضل إلا فقه السنة لكفى".
سابعاً: تعتبر هي أم الحركات الإسلامية والجماعات التي ﻻ يستغنى عنها والتي يشرب من معينها ويستفاد من تجاربها من خلال تقديمها الإسلام بقلب العقيدة الصحيحة وغلاف الرحمة للناس كافة وشمولية المنهج كما جاء به محمد صلى الله عليه وسلم دون إفراط أو تفريط.
ثامناً: قدم الإخوان مشروع نهضة مصر, وهو مشروع قائم على إعداد قوة مصر من خلال برنامج علمي واقتصادي وإيماني يشمل المنطقة الصناعية الحرة في السويس, والذي كان سيدر مئات المليارات على مصر ومشروع بناء سيناء ومشروع الصناعات الحديثة ومشروع التعاون الاقتصادي بين مصر وتركيا والسودان وليبيا, وكلها أجهضت بالانقلاب عليهم.
تاسعاً: قدم الإخوان للأمة تركيا الحديثة التي تم إعادتها إلى صف العرب والمسلمين بعد اختطافها من العلمانيين واليهود ما يقارب سبعين عاماً.
وأخيراً ليس معنى هذا أنها معصومة من الخطأ, فهي جماعة عاملة, وما دامت كذلك فلها أخطاء, ولكن أخطاءها تسبح في بحر حسناتها.
محمد بن ناصر الحزمي
ما الذي قدمه الإخوان؟ 1474