عُرف عن مجتمعنا الجهل والفقر وبالتالي التخلف، تحضر البدو جيراننا وعاشوا الرفاهية بكل أنواعها ونحن لم نزل في الشقاء والمكابدة بحثاً عن لقمة العيش، أنهى الناس مشكلاتهم وبدءوا يفكرون في المزيد من الفرص لجعل الحياة أكثر إثارة، جاذبية، أكثر حيوية ونحن, ولسوء إدارتنا لمواردنا، ولفسادنا ولتدني مستوى وعينا ولعدم اهتمامنا.. الخ، مازلنا في إشكاليات توفير مياه الشرب، توفير المركز الصحي للإسعافات الأولية، توفير مشاريع البنية التحتية، البحث عن العدالة، توفير المدرس والكتاب، بناء المدرسة واستجداء السلطات المحلية لبناء فصل أو فصلين و.. الخ.
من العيب القيمي والأخلاقي يا قادة هذا الوطن أن نكون بهكذا وضع وتتساءلون لماذا يقوم الناس بأعمال الإرهاب والتقطع والنهب والسلب وغيره.. لأن القادة السياسيين والمدنيين لا يجيدون أعمالهم (أغلبهم), لا يشعرون بمسؤولياتهم.. لا يفكرون بإيجابية وإن فكروا لا يعملون.
كيف تكون محافظاً والسجون مكتظة بالمجرمين والأبرياء؟.. أمامك أكثر من إشكالية تفشي الجريمة وغياب العدالة.. كيف تكون محافظاً والمديريات بلا مراكز صحية أو وحدات صحية لإسعاف المواطنين؟, كيف تكون محافظاً والمستشفى العام يفتقد لكل مقومات المستشفيات؟.. لماذا لا تبذل جهداً مضاعفاً وتأتي بالنواقص؟, لماذا لا تطرق كل الأبواب لتكون محافظتك هي الأفضل إرضاءً لضميرك وإرضاء لله في المقام الأول؟.
هذه المقدمة من باب لا بد الولوج إليه.. حتى أقول لوزيري الأوقاف الأستاذ/ حمود عباد, والتربية الأستاذ/ الأشول: إننا مجتمع كثرت قضاياه ومشاكله ومعاناته وهذا مؤشر حيوية كما هو مؤشر سلبي لأداء أكثر سلبية من قبل السلطة التنفيذية، والأمية هي أكبر مشاكلنا، الجميع يعاني منها, فعدد المتعلمين من الأسر أقل بكثير من عدد الأميين!.
لذا أقترح وهذا اقتراح مجاني لكما، بما أن بناء المدارس في الأرياف والمناطق النائية يحتاج إلى ملايين الدولارات وخزينة الدولة لا يمكنها أن تلبي كل الطلبات والمانحين لم يعودوا أوفياء( يقلدونا), فإننا أمام إشكالية تحتاج إلى تفكير للوصول إلى حل.. لذا أرى أن تتحول مساجدنا في الريف وفي المناطق البعيدة إلى مراكز لمحو الأمية بعد الظهر وتخصص ساعات للرجال وساعات للنساء ويعتمد كل من لديه قدرة على التدريس في مجال محو الأمية بمرتب شهري حتى نخفف من وطأة الأمية والجهل, فالعلم نور والجهل ظلام ونحن نسير في ظلام منذ عقود وحرام أن نستمر.. أدعو الوزيرين للجلوس معاً وقراءة هذا المقترح, كما أدعو العامة من الناس وصناع الرأي أن يدعموا مقترحي هذا ونستفيد من مساجدنا كمؤسسات تعليمية ونشجع المواطنين على الانخراط في فصول محو الأمية من الجنسين ومن مختلف الأعمار.. ونأمل أن يحتفى بخريجي المساجد(محو الأمية) ويدفع بهم للأمام لمواصلة تعليمهم ونكون بذلك قد استفدنا من مؤسسات قائمة وأضفنا لها دوراً وطنياً إنسانياً هاماً.. وساعدنا الكثيرين على تحسين حياتهم ورفع مستوى وعيهم.. أنا على ثقة من قدرة الوزيرين وعلى اهتمامهم, لأنها إشكالية تؤرقهم كما تؤرق الجميع.. ولهم التحية.