تابعت ذات مرة حواراً مع نائب رئيس حزب الوسط المصري, تحدث عن عقدة أو (فوبيا) اسمها (مصير د. أحمد عبدالله), هذا البروفسور أحمد عبدالله اشتراكي بارز, عالم ومتحدث لبق, مثقف سياسي, وطني شريف, عمل الكثير من أجل مجتمعه.. عندما رشح نفسه لمجلس الشعب المصري لم يحصل إلا على مائتي صوت!!..
يحدث هذا في العالم العربي حيث الوشايات والدعايات والكلام الكثير اللا مسئول , فالأمية تجعل من كل هذا حقيقة يصدقها العامة ويؤمنون بها!.. فالمجتمعات المتخلفة عادة تعيش الفراغ والنميمة وكلمة واحدة قد تحطم كل توقعات الرأي العام, فالقيادات السياسية وكل من له طرح سياسي يواجه الدعايات والوشايات السيئة والقاتلة أحياناً, فالبروفسور أحمد عبدالله وفي عهد الرئيس السابق أو الأسبق محمد حسني مبارك كان ضحية لمؤامرة رخيصة يطبخها أحياناً النظام, وفي أحيان أخرى يطبخها الكارهون للشخص أو للحزب الذي ينتمي إليه, أو آخرون لا يريدون الخير لهذا الشخص, رغم يقينهم أنه رجل وطني شريف, وكفاءة.. لكن..
نفس الشيء الذي يحدث في بلادنا وبنفس الأساليب الرخيصة تحاك الدسائس والوشايات السيئة والتهم التي لا أساس لها من الصحة ضد أناس أبرياء شرفاء كل هدفهم خدمة مجتمعهم.. إن مطابخ الإساءة تعددت في بلادنا فمنها رسمي وآخر قبلي وثالث (شوارعي) ورابع لا هوية له وخامس (على الماشي), وهكذا.. أهم شيء هو إسقاط (س أو ص) من الناس وإفشاله, أو تكبيده خسائر مادية ومعنوية (حسداً من عند أنفسهم).
الأصعب في هذا الموضوع هو إيذاء المرأة السياسية التي تطمح لتكون عضو مجلس محلي أو عضو مجلس نواب أو شورى أو غيره, فالمطابخ القذرة تتجه صوب سمعتها وشرفها مباشرة بلا وازع أخلاقي أو ديني, وهذا أحقر أنواع الإساءات ولا يقوم بها الرجال الأسوياء مطلقاً, بل أنصاف الرجال الذين لم يرتقوا لمقام المرأة اليمنية الطموحة.
قد يكون هذا الكلام سابقاً لأوانه, لكنه قادم, فكثير من النساء تم إيذاؤهن بالقول الرخيص حتى لا تحرز أصواتاً تؤهلها لتكون عضو مجلس نواب أو عضو مجلس محلي, وهذه اللعبة التي تلعبها المرأة ببراءة ونقاء سريرة مقابل أشرار لا يجيدون إلا الحرب القذرة لا بد من تغيير أوراقها وكيفيتها.
أقترح أن توضع ضوابط وميثاق شرف في الانتخابات القادمة تجرم كل من يتهم مرشحاً بما ليس فيه أو يطبخ الدعاية والإساءة ضد مرشح ما.. ونقترح أيضاً أن تكون هناك محاكم استثنائية وعاجلة للانتخابات للبت في قضايا الإساءة للمرشحين وأحزابهم وكل ما يتعلق بالانتخابات حتى نضمن وصول الشرفاء والوطنيين والكفاءات من الجنسين إلى عضوية البرلمان أو عضوية المجالس المحلية أو لمجلس الشورى, وحتى لا نكرر مأساة انتخاب أنصاف المتعلمين والفاسدين والأقل نزاهة والأقل احتراماً للمواطن والذين يبحثون عن مصالحهم الشخصية فقط.
إن البروفسور/ أحمد عبدالله جاء في زمن (أغبر) لم يتحمل وجوده كعالم ورجل متميز, لذلك لفظه النظام بإحراقه وسط أهله, وكثيرون أمثاله في مصر وفي اليمن وفي دول عربية أخرى.. حيث لا يحتمل الشريف الغيور على وطنه, الكفاءة, التي ترفض الفساد والاستبداد لا مكان لها بينهم.. أملي أن ننتصر للوطن وللشرفاء ولو مرة واحدة, أن نسمح لهم بتقديم رؤاهم وأفكارهم وبذل طاقاتهم الخلّاقة في بناء الوطن, ولن نندم أبداً.
محاسن الحواتي
مشكلة البروفسور ( أحمد عبدالله)! 1741