من المعروف حاجة النساء لحمل حقيبة اليد التي تحمل بعض متاعهن الخاص، إضافة إلى كونها وسيلة لإظهار الأناقة في سياق الزينة الظاهرة التي سمح بها الشرع وأجازها تخفيفاً على المرأة.
وقد يقول قائل بأن حقيبة اليد لم تكن قد ظهرت بعد إلى حيز الوجود حين نزل التشريع بتحريم إبداء الزينة إلا ما ظهر منها، فنقول إن الحاجة إليها هي ما دعت لوجودها, وبما أنها لا تصف ولا تشف ولا تلفت النظر, حالها في هذا حال الحجاب الشرعي, فلا ضرر من وجودها, والله أعلم.
إنهُ اجتهاد مهدت به للحديث عن الإسراف في إظهار الأناقة بحقيبة اليد التي أصبحت ألوانها مثل ألوان إشارة المرور يمكن أن توقف طابور الرجال أثناء عبور المرأة وهي تحملها هوناً على هون!.. حقائب مفصصة ومتلألئة وذات ألوان صارخة وأشكال غريبة تلفت النظر وتصف الحالة النفسية والمزاجية لمن تحملها وتشف عن ما يدور في خلج المرأة وما يفتعل في أعمق قيعانها.. حقائب عجيبة، غريبة، مدهشة، لا تصلح إلا أن تكون هودجاً يحمل العروس يوم زفافها، أو بلغة الوقت الحاضر (كوشة) جميلة تحيط بها الأزهار وتحفها الأنوار من كل جانب.
لم تعد حقيبة اليد اليوم بتلك الحقيبة ذات اللون الداكن التي تحمل بعض المال ومنديلاً مزخرفاً بخيوط الحرير ومرآة ً صغيرةً وقلماً أنيقاً وأنبوب عطرٍ صغير لا يجاوز طول الأصبع الواحدة.. وأشياء أخرى لا تعرفها ولا تحتاج إليها إلا النساء.. فحقيبة اليوم أصبحت أسلوب جذب وأداة إشهار ووسيلة إعلان عن شيءٍ ما لا يمكن الإعلان عنه إلا عبر اللون، فما لا يعرفه الكثير من الناس أن بعض مشاعرنا يمكن التعبير عنها بكلمة والبعض الآخر بنظرة وبعضها لا يمكن التعبير عنها إلا بالصمت, ثم يأتي دور اللون الذي يمكن أن ينقل على ظهره بعض مشاعرنا من أسواق الروح إلى قارعة الجسد.
فيا أيتها المرأة الأنيقة، ذات المقام الرفيع: هل من اللائق أن تحملي بين يديك حقيبة يد تُسيل لعاب الكلاب وتستحث القطط على المواء وقد تدفع بك إلى هاوية البحث عن الحجة والمبرر, في الوقت الذي يستطيع فيه آخرون سواك قراءة تفاصيل اللون الذي تحملين؟!.. احملي حقيبةً حمراء بلون ليلة حب, لكن ليس إلى مقر العمل، إنما في نزهةٍ مع هذا الزوج الذي لا تعطيه بعض النساء كل ما تتمنى نفسه بقدر ما تعطي لأبناء السبيل من زينة أو احترام.. اقتني حقيبةً ذهبية تسطع كالشمس في كبد السماء, لكن حين يكون ذلك في مناسبة تستحق, وبمعية الزوج, وفي عربة تحملك معززةً مكرمة إلى تلك المناسبة.
لا أتدخل في ذوقكن, ولا أحاول أن أبتدع في الدين ما ليس فيه, وإنما أحاول أن أجعلكن أكثر ذوقاً ورسمية ومعرفةَ لبعض أصول الإتيكيت، أملك مثلكن ألواناً من الحقائب الجميلة التي تقطر أنوثة وعذوبة, لكنني لا أحملها إلا في مكانها المناسب، أما في مقر العمل فحقائبي أكثر غموضاً من عالم النساء الذي أنتمي إليه.
ألطاف الأهدل
حقيبة يد.. 1532