لا زلنا نسمع الأخبار عن دماج.. وتداول القنوات والإعلام أخبار هجمات وعدوان الحوثي المستمر على المنطقة ومواطنيها الأبرياء.. أمر عجيب يحدث!.. حين تنقل القنوات والصحف والإعلام عامة؛ المحلي والدولي.. أخبار ما تتعرض له دماج من حصار وحرق وقصف وعمليات قتل وقنص مستمرة على أيدي ميليشيات الحوثي!.. لماذا أشعر وكأني أقرأ وأسمع عن أخبار منطقة، أو مدينة لا تتبع اليمن نهائيا!.. ما الذي يجري في اليمن؟!.. هناك تعمد طمس وتقزيم ما يجري هناك، هناك محاولات تهوين واستصغار وتجاهل ما يحدث في دماج المنكوبة بالحوثي!.. أين الحكومة، الجيش، القبائل، الرئيس، وزيرا الدفاع والداخلية؟.. أين الشعب اليمني كله مما يجري لمواطنين يمنيين، إخوة لنا؟.. أين قبائل اليمن ورجالها الأحرار؟.. إلى متى يتفرجون على ما يفعله الحوثي باليمن وأمن اليمن منذ سنوات طوال؟..
إن خطر الحوثي وفتنته سيصلان إلى كل منطقة ومحافظة في كل أرجاء اليمن، الحوثيون.. لن يأخذوا باليمنيين إلا ولا ذمة، إن تمكنوا منهم!، الحوثيون ليس لديهم أخلاق أو دين يردعهم.. صدقا نقول، واسألوا من جاورهم بالمحافظات المنكوبة بهم، هؤلاء الحوثيون.. لا يرقبون إلا ولا ذمة في أي إنسان!، هذا شيء معلوم، ومؤكد!، الحوثي، إن لم يوقفه احد اليوم!، ويوقف جرائمه بحق أبناء الشعب البسطاء الأبرياء العزل في صعدة المحتلة التي تواجهه لوحدها!، كأنها خرجت عن الجسم اليمني، أبناء صعدة العزل لوحدهم هكذا، لا قبل لهم بمواجهته، وهو المدعوم من إيران وجهات أخرى متنفذة كبيرة!، والمسلح بكافة أنواع السلاح الثقيل والمتوسط والمدفعية والصواريخ، والمرتزقة المدربين على قتل أكبر قدر من العزل!.. بينما أبناء صعدة ماذا يملكون؟.. لا شيء!.
***
إن ظللنا هكذا نتفرج!.. كل واحد يتفرج على الثاني!.. الجيش يتفرج وينتظر الرئيس!.. الرئيس ينتظر ويتفرج على الحكومة!.. القبائل تنتظر وتتفرج للدولة!.. ما كل هذا التخاذل يا أبناء اليمن!.. ما هذا الخزي!.. مجرد عصابة هل تعجز أمامها بلد وشعب بأكمله.. كلا لا تعجزنا!.. لكن هو تخاذل وتواطؤ!.. والله سيحاسبنا الله جميعاً عن هذا الموقف.. أبناء صعدة ودماج يستنجدون باليمنيين، يستغيثون بالدولة أن تنقذهم، وتحميهم من هذا القصف بالسلاح الثقيل المدمر.. والحصار، والاستعباد، أجيبوا يا أبناء اليمن، حتى لا يخذلنا الله، فمن خذل مؤمنا في موطنا يجب النصرة فيه، فسيأتي اليوم الذي يخذلك الله في موطن تحب أن ينصرك الناس فيه، فلا تجدهم!.. إنها السنن، والدنيا تدور!.
يا شعبنا اليمني الحر العزيز: أنتم أهل المدد للدنيا كلها، كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم.. وأهلنا وأخوتنا مواطني دماج وصعدة يستغيثون بنخوة وشهامة أهل اليمن.. ولا يجدون من يرد.. أو يجيب نداءاتهم المحروقة!.. هل بعد هذا عار؟!.. فيا للعار إن سكتنا!.
***
أحد المدافعين عن ما يفعله الحوثي بدماج قال في إحدى المقابلات التلفزيونية: من حق الحوثي طرد والتخلص من الأجانب (طلبة العلم) الموجودين هناك لانهم إرهابيون!.. ودماج ليست مدينة إسطنبول أو مدريد.. هي فقط ٢٠بيتاً، والباقي كله جبال!.. والإعلام يبالغ كثيرا في وصف ما يجري بدماج!.. انتهى كلامه..
نقول، والله المستعان على أمثال هؤلاء المعاقين فكرياً وإنسانياً: ألا يعلم هؤلاء، أن دماج يسكنها ١٥ ألف نسمة، وبالتالي لا أظن أنه يسعهم عشرون بيتاً كما زعم هذا السيد الغير موضوعي في طرحه، والغير صادق!.. لكن نقول: حتى لو كانت دماج بيت واحد!، فإنه لا يحق للحوثي تحت كل القيم والقوانين والمبررات قصف هذا البيت!.. فكيف به يقصف بالسلاح الثقيل والكاتيوشا وراجمات الصواريخ، منازل ومدارس وبيوت ومزارع ومنشئات ل١٥ ألف إنسان بمنطقة دماج!.. أين إنسانية من يدافع عن مشروع استيطاني توسعي طائفي عنصري، يعمل له الحوثي ليل نهار ويريد تحقيقه في أرض اليمن بتمويل ودعم إيراني فاضح؟.. إذا فقد البعض إنسانيتهم، فإن إنسانيتنا نحن لم نفقدها!، ولن نفقدها لأنها هي من تجعل لحياتنا معنى وهدف!.. لا يحق لأي إنسان و تنظيم أيا كان، أن يستخدم سلاحا ثقيل(صواريخ-قذائف-مدفعية) ضد مدنيين ومواطنين عزل، وطلبة علم هم ضيوف لدينا يتلقون العلم فقط!.. فهل يقتلون لأنهم طلبة علم مخالفون له في المنهج والفكر؟!.. أليس أبنائنا نحن اليمنيون يدرسون في بقاع الأرض لتلقي العلم؟.. هل نقبل أن أبنائنا الطلبة الدارسين بالخارج يقتلون ويقصفون بالكاتيوشا ويقنصون بالقناصة عن بعد؟!.. طوال فترة عشرات السنين والطلبة الأشقاء الغير يمنيين يدرسون العلم الشرعي باليمن، ولم يحدث منهم أي فعل يؤذي القبائل اليمنية، ولم يشتك منهم مواطن أو دولة أو أي جهة كانت، طوال عشرات السنين.. لكن منذ جاءت عصابات الحوثي وظهرت للوجود، وهي التي تعيث فسادا بالأرض اليمنية.. ويشتكي منهم كل إنسان مروا حتى من أمامه!، وتئن وتشتكي منهم كل القبائل اليمنية التي تجاورهم!.. فمن هو الإرهابي؟.. يقول الحوثي مبررا هجومه الوحشي اللامنطقي على أبناء دماج أن فيها طلبة وعناصر إرهابية!.. سؤال بسيط للمتمرد الحوثي: هؤلاء طلبة العلم الدارسين اليمنيين والأجانب إرهابيون لماذا وكيف؟ أخبرنا : كم عملية إرهابية أو قتالية نفذها هؤلاء الطلبة، ضد معسكرات وميليشيات الحوثي منذ أن وجد الحوثيون على ظهر الأرض؟!، وكم عملية إرهابية تخريبية نفذها هؤلاء الطلبة على الجيش اليمن ومرافق الدولة؟.. وماهي المحافظة اليمنية التي استولى عليها هؤلاء الطلبة، وقتلوا أهلها، وقصوا بيوتها، وطردوا المواطنين والدولة والجيش منها؟.. لا شيء، صفر!.. هل يستطيع الحوثي ومن يدعمه، أن يجيبوا؟.. كلا.. لن يفعلوا، لأنهم جبناء، كاذبون.. هم من يقتلون المواطنين، وهم(الحوثيون) من شرد آلاف اليمنيين من مدنهم وقراهم في محافظة كاملة هي صعدة، وطردوا أي وجود للجيش أو الدولة، إذن هم الإرهابيون!، فلا يرموا أفعالهم، وجرائمهم الشنيعة، ويلصقوها ويتهموا بها غيرهم!.. لأن كل شيء واضح، ومكشوف للجميع!.
***
طوال السنوات التي مضت، والحوثي هو المهاجم، وهو المعتدي وهو المبادر بالاعتداء سواء على القبائل المحيطة بالمناطق التي احتلها، أو على نقاط الجيش ومعسكراته، أو على مرافق الدولة، أو على المواطنين والسكان المسالمين في قراهم ومزارعهم وبيوتهم، أو أخيراً على طلبة العلم الذين يسميهم الإرهابيون!.. الأسطوانة المشروخة إياها!.. تبا لكم أيها الكاذبون!.. انظروا من يتحدث عن الإرهاب!.. من يملك راجمات الصواريخ والمدفعية والمرتزقة بالآلاف، ويملك كل أنواع السلاح الثقيل، ويستخدمها فعلا وواقعا على الأرض ضد المدنيين العزل الذين إن ملكوا سلاحا فهو لا يتعدى السلاح الشخصي الخفيف!.. ماذا تفعل البندقية أمام راجمة صواريخ؟!.. إنها معادلة غير متوازنة.. قوة باطشة أمام ١٥ألف مدني أعزل مسالم يتعرضون لأبشع جرائم الحصار والقصف ومنع الماء والكهرباء والعلاج!.. والخدمات، والأمان.. أن يعيشوا بأمان داخل بلدهم!.. هذا صار حلما بعيد المنال لمواطني المناطق التي يحتلها الحوثي بميليشياته وقواته، المواطنون هناك، محرومون من هذا الحلم، والسبب : الحوثي ومشروعه التخريبي، المعادي لليمن، وللإنسان اليمني!.
نقول للدولة التي تتفرج على كل ذلك الإجرام بحق مواطنيها، ولا تفعل شيء!، غير إرسال لجان وساطة!!، بين الدولتين الشقيقتين اللتين ليس لنا بهما شأن على ما يبدو!، وهما دولة الحوثي الشقيقة، ودولة مواطني صعدة الشقيقة!؛نقول لهذه الدولة: اتقي الله في مواطني وشعب اليمن.. كفى استهتارا بنزيف الدم اليمني.. هذا يكفي!.
***
الحوثي دخل الحوار ليس كحزب أو جهة سياسية ولكن كجماعة طائفية.. وتم قبول ذلك من باقي الأحزاب والجهات والأطراف المشاركة بالحوار.. وإذن، فإن إجرام الحوثي وتجبره، يقابل ويواجه بكرم شديد من كل اليمنيين!.. لكنه لا يشكر ولا يمتن!.
***
دائماً أقول، وأكرر، أنصار الثورة وجودهم سلبي جدا داخل الحكومة!.. وأعداء الثورة هم من يحكمون، ويفرضون كلمتهم!، ويحلوا ويربطوا في الأمور الكبيرة، التي لها علاقة بالأمن القومي للبلد!!.. رجع المجرمون الذين طردناهم، نحن الشعب اليمني طردناهم من الباب، فعادوا من النافذة بكل وقاحة، واندسوا بيننا!.. نحتاج لثورة من جديد!.
لينا صالح
دماج.. فقدنا كرامتنا هناك! 1532