إنه إمعان في التبذل السياسي وفي الإسفاف الثقافي والخروج عن ثوابت الأمة من خلال الإقدام على محاكمة الرئيس الشرعي المنتخب د/محمد مرسي بتهمة التحريض على القتل مع 14شخصاً من قيادات الإخوان المسلمين، حيث كشف الانقلابيون العسكريون عن أوراقهم منذ وقت مبكر, إذ تهدف هذه المحاكمة إلى تثبيط الشارع المصري والحد من غليانه وتوهجه, فضلاً عن المغالاة الشديدة في عقاب الرئيس المنتخب وإخوانه تنفسياً عن الحقد الدفين في أفئدة القيادات العسكرية وعلى رأسها الفريق أول/ عبدالفتاح السيسي, وزير الدفاع الأرعن.
إننا نرقب عن كثب تطورات المشهد المصري الحافل بالتصعيد السياسي والإعلامي من قبل العسكر الذين يفرطون في استخدام القوة ويبالغون في ذلك بما يتعارض مع القيم والمثل والمبادئ الإسلامية, ناهيك عن تعارضها مع ثوابت الشريعة الإسلامية السمحاء التي تحرم قتل النفس التي حرمها الله عز وجل إلا بالحق.. زد على ذلك أن استخدام القوة المفرطة يتعارض مع الإعلان العالمي لحقوق الإنسان الذي ينكر على الطغاة مثل تلك الممارسات والتصرفات الهوجاء..
فنحن في اليمن ومن خلال هذا المنبر الحر الشامخ ندين ونستنكر الأعمال الإرهابية التي تقوم بها سلطة الانقلابيين في حق المتظاهرين السلميين من أبناء الشعب المصري بمختلف قواه السياسية والوطنية, وفي الوقت ذاته ننكر على سلطة الانقلاب تقديم الرئيس المنتخب النزيه د/محمد مرسي إلى المحاكمة مع رفاق دربه، حيث نعد هذا العمل الإجرامي إيغالاً بالفساد وتعكير الأجواء وكهربتها في ذات الوقت الذي تبحث فيه قوى الخير عن مخرج سوي وسليم للأزمة المصرية.
إن الشعب المصري العظيم في صحوة ويقظة وتأهب عام وشامل, إذ لن يثني عزيمته التهديد أو القتل والتنكيل والاعتقالات العشوائية في صفوف الشعب المصري العظيم ولن يقبل بالضيم والظلم والجور والتعسف, فثورة 25يناير2011م قامت من أجل إسقاط الظلم والحيف والطغاة والجبابرة.. ثورة ضد التبعية الإمبريالية والصهيونية العالمية.. ثورة تحمل مشروعاً تقدمياً للأمة المصرية من أجل النهوض بمختلف مجالات الحياة في الواقع المصري، فمصر لم تعرف تحرراً حقيقياً من الهيمنة الأميركية والصهيونية إلا عاماً واحداً خلال حكم الرئيس د/محمد مرسي ـ حفظه الله ورعاه- وهو ما أوغل صدور رعاة السياسة الأميركية والصهيونية حتى دفعهم ذلك إلى التآمر على ذلك النظام المتحرر والإطاحة به عبر الانقلاب العسكري في 3/7/2013م, ذلك الانقلاب العسكري الذي يعد ضرورة أميركية وحاجة صهيونية وسعودية من أجل إعادة مصر إلى مربع الإذعان والتبعية والذل لأميركا والكيان الصهيوني اللعين, فبأي وجه يحاكمون الرئيس الشرعي المنتخب؟, وأين الرئيس الشرعي المنتخب؟, وما مدى إخفاء الرئيس قسراً وإرغاماً؟.. إذ من المفروض أن يحاكم اليوم الانقلابيون العسكريون وعلى رأسهم فريق أول/ عبدالفتاح السيسي أحاط الله به.. فمائة وثمانية وعشرون يوماً على الانقلاب وما يزال الرئيس صامداً والشعب في أعظم صمود, حيث المظاهرات تملأ الشوارع والأحياء والاحتجاجات في توسع دائم من أجل إسقاط الانقلاب العسكري ومحاكمة أذناب أميركا وبني صهيون قادة الانقلاب.
إن الشارع المصري في غليان وتوهج وسوف يحقق الشعب المصري العظيم مراده من خلال استعادة الشرعية وإسقاط الانقلاب العسكري الفاشل ومحاكمة رؤوس الانقلاب ومن أمر ونفذ فض اعتصام رابعة والنهضة ومن أمر ونفذ في إراقة الدم المصري الرخيص وإزهاق الأرواح البريئة التي مارست حقاً من حقوقها السياسية وهو حق الاعتصام والتظاهر الذي ترعاه مختلف الدساتير وقوانين حقوق الإنسان الدولية والعالمية, فمرسي لم يحرض أحداً على القتل, بل حرض على التظاهر السلمي ونيل الحقوق السياسية, فمرسي زعيم ثورات الربيع العربي سيفشل محاكمته ولابد من أن يكون قتلة المتظاهرين السلميين في قفص ويحاكمون قبل محاكمة الرئيس المنتخب الذي لا يعرف أين هو!, وهذا ما يضع قادة الانقلاب العسكري أمام محاكمة عادلة دولية بتهمة اختطاف الرئيس الشرعي د/محمد مرسي وإخفائه قسراً مظلماً.. وإلى لقاء يتجدد بكم والله من وراء القصد.
عصام المطري
أين الرئيس المنتخب والمختطف؟ 1277