لا جديد يلوح في أفق البيت التلالي " العتيق " ، ينبئ بتغير واقع حاله أو يعدل من خُطى سيرة ومنالة ، بعد أن فاحت منه روائح العبث والهوشلية وتلطخت بها جدرانه وأركانه - منذ فترة من الزمن ليست بقليلة - زُكمت خلالها أنوف كل عشاقه ومحبيه بفواصل مزعجة ومرهقة.
ولا يوجد ما هو قديم يمكننا الاستعانة به ، يعمل على ترتيب أوضاعه ويعيد من صياغة مكانته المتمرغة في حضيض المعاناة ، ودرك المقاساة ووجع اللامبالاة التي تنتهجها مفاصل القيادة الرياضية في المحافظة والوزارة اتجاه هذا النادي الكبير والعريق في فضاء الرياضة العربية قبل اليمنية الذي يرى دوماً في أعين الكثير ككيان بحجم وطن .
غير استمراره في وضعه المزري مثلما هو عليه ، بمماحكات سخيفة على بساط السياسة ، ومناكفات رخيصة لذوي المناطق الحساسة ، برز فيها تجاذب الأطراف المنتفعة منه ، المتغنية به حباً والمدعية له وصلاً ، شبع منها التلال لطماً وضاق بها ذرعاً ، ضاع معها أسم وسمعة عميد أندية الجزيرة العربية " مرغماً " وسط كشوفات الفساد المالي ، وتعاقبات الفشل الإداري ، بين هرطقات من يمثلونه ومناجاة من يحبونه.
الأيام القليلة الماضية أعادت سيرة أحوال التلال للواجهة مجدداً ، فجاءت مشبعة بانين الصرخات و مديد الوقفات ، دخل فيها النادي مرحلة جديدة وخطيرة جداً من الصراعات والانقسامات لم يشهد لها مثيلاً من قبل ، بظهور إدارتين كاملتين بأعضاء مختلفين ، جميعها تدعي الشرعية وهي أبعد ما تكون أقرب لها من ضؤ الشمس - وفقاً للوائح والقوانين - أنقسم بسببها الفريق الكروي الأول إلى فريقين تلاليين في ملعبين مختلفين ، وكلاً متمسك بحظوظه بطاقمين فنيين يديرهما مدربين وطنيين ، في حدث مؤلم غيب فيه دور " العقال " من الطرفين من تقديم مبدأ المصلحة العامة للنادي على المصالح الشخصية للجهتين.
لست بصدد الحديث عنها أو عن خزعبلات هذه الإدارتين (أدارة الجباري وإدارة جميل ثابت) كون أفعالهما فاضحة يعلمها القاصي قبل الداني ، بقدر ما يهمني وضع التساؤل المنطقي عن دور الـ د - عزام خليفة مدير مكتب الشباب والرياضة في المحافظة الغائب تماماً عن المشهد الجديد بصمته إزاء ما يحدث للعميد ، وغياب معالجاته في الفصل بين طرفي " الفضيحة التلاليه " علماً أن كلتاهما تعتبر غير شرعية ولا تمتلك أي أحقية ، فإدارة جميل ثابت " مستأجر صالة الأفراح في النادي والمدان بأمور مالية ، جاءت وفق قرار من محافظ المحافظة وسبق وإن تم بطلانها بحكم قضائي كونها تخالف نص اللوائح و القوانين في التعيينات ، وكذا حال إدارة عبد الجبار سلام النائب المعزول من آخر أدارة مؤقتة والمدان بتهم قضائية وفساد مالي وفقا لتقرير رسمي صادر من الجهاز المركزي للرقابة و المحاسبة ، الأمر الذي يجعلنا نتساءل ، أين هو دورك يا عزام وأين هي مواقفك يا خليفة !؟ ..
حتماً بات على جميع أبناء التلال الشرفاء وأعضاء جمعيته العمومية أن يلتفوا حول ناديهم بالوقوف على إحداثيات المشكلة " العويصة " والعمل فوراً على تشكيل لجنة مؤقتة محايدة - كأفضل الحلول الحالية - تنبذ كل من في إلادارتين ( السابقتين ) كخطوة أولى ، وتكون مهمتها تسيير أنشطة النادي والتهيئة لانتخابات نزيهة " عاجلة " خلال المدة المقبلة - بعد فشل الانتخابات السابقة - كخطوة ثانية ، وطبعاً يجب أن تكون بمصادقة وإشراف وزارة الشباب والرياضة بالتنسيق مع مكتبها في المحافظة الذي عليه سرعة التحرك وعمل ما ينبغي عمله وفق القوانين و اللوائح المنظمة لعمل الوزارة ، حتى لا يأتي يوما عليكم ترددون فيه معي واتلالاااااه !؟ ، وبس خلاص.
سامر سمير
وااتلالاااااه !؟ 1919