عاشوراء اسم أصبح يطلق على حدث مقتل الحسين بن علي رضي الله عنهما في تلك الحادثة المأساوية الأليمة, وهناك حدث آخر قديم يوم أن نجا الله موسى وأغرق فرعون فكانت لها وقع خاص لدى المسلمين, لكننا نلاحظ هذه الأيام أن الحديث عن عاشوراء أصبحت تختزله فرقة خاصة هم الشيعة.
لهذا اليوم أهميته الخاصة وطقوسه التي تمارس من قبل فرق الشيعة تبدأ من الأيام الأولى من شهر محرم وبهذه الشعائر تفرز إيمانهم بهذا الفكر من خلال التفكر بالحدث المأساوي ومن الشعائر التي يقومون بها من زيارة لضريح الحسين في كربلاء وإضاءة الشموع وقراءة قصة الإمام والبكاء عند سماعها تعبيراً عن حزنهم على تلك الحادثة, وكذلك يتم توزيع الماء تعبيراً على عطش الحسين أثناء الحصار ويقومون بحمل الدروع والسيوف وتمثيل حادثة مقتل الحسين وضرب أنفسهم بالسلاسل حتى تسيل الدماء إلى آخر ما هناك من طقوس..
لقد أكرم الله الحسين بالشهادة وأخذ قاتله وفي كل الأحوال فقد استشهد من هو أفضل من الحسين, استشهد عمر وعثمان وحمزة رض الله عنهم, وكذلك الإمام علي بن أبي طالب وكل ما نفعله عند هذه المصيبة أن نقول "إن لله وإن إليه راجعون"، أما ما سبق ذكره من الأعمال التي يزاولها الشيعة في هذا اليوم والتي تشكل نسبة كبيرة من عقيدتهم وثقافتهم لدرجة مبالغ فيها ولا يمكن تصورها من قبل الإنسان, بل ويستنكرها أي رجل يعمل فكرة في مثل هكذا عمل ويربط الشيعة الإسلام بمقتل الحسين ويروون أنه قال لن يترسخ الإسلام إلا بمقتلي ويقولون إن الإسلام "محمدي الوجودي حسيني البقاء".. إنها شطحات خرجت عن تعاليم الإسلام، إنها المأساة أن يتم حصر الدين متى يقتل شخص وأن يتوقع الإنسان فكرة داخل هذه المقولة ويصبح يعيش صراعاً مع ماضٍ لا نستفيد منه شيئاً سوى زيادة الهوة بين المسلمين.
لقد تداخلت أمور عديدة في عقيدة الشيعة, فعاشوراء مع الغدير وسلسلة الانحرافات التي تعج بها كتبهم التي تناقضت مع بعضها البعض وكل يروي حسب ما يملي له خياله.
الأستاذ/ فهمي هويدي أوجز كلاماً لخص به سلوكيات الشيعة هذه قال: (الشيعة يعيشون في الماضي مقهورين في الحاضر, مجهولين في المستقبل).. انظروا لما يحدث في كربلاء، والنجف ومناطق الشيعة في مختلف البلدان, ستجدون حقيقة هذه المقولة وستلاحظون الوهم الذي يعيشون فيه باجترارهم للأحزان ومبالغتهم في الأوهام, فالشيعة يقولون إن السماء أمطرت دماً يوم مقتل الحسين وإنه لم يرفع حجر إلا وجد تحته دم طري، قالوا إن الحمرة في الشفق لم تكن موجودة قبل مقتل الحسين.. وبلغ بهم الحد إلى القول إن يوم مقتل الحسين كان طوله 72ساعة.. إن كل هذه الأعمال يرفضها أي إنسان يتصرف حسب ما يملي له عقله, بل يتضح من وراء هذه الأقاويل والأعمال مدى هشاشة العقيدة الشيعية القائمة على تلفيق الأباطيل والتركيز على التفاصيل التي هي مثار للاختلاف وجعل فروع الأمور وجزئياتها أهم أركان العقيدة..
فبالله عليكم أليست هذه قمة السذاجة؟, أليس من الغريب أن يصبح ذكرى كربلاء في الوجدان المسلم موسماً للنحيب وممارسة البدع بدلاً من أن يكون ذكرى نستلهم منه الدروس كي لا تتكرر مرة أخرى وكي نعمل على ردم الهوة بين أمة الإسلام بدلاً من اللجوء إلى مثل هذه الترهات التي تزيد الطين بله والجرح زيفاً؟.
وفي الأخير ألا يعطي هذا انطباعاً خاطئاً وصورة مشوهة للغرب والعالم كله عن الإسلام والمسلمين؟, أليس الأجدى بنا أن نشكل لوحة رائعة تعكس مدى حضارية قيمنا ومعتقداتنا للعالم؟, إلى متى سنظل أسرى الماضي وآلامه؟.
محمد المياحي
عاشوراء.. وأوهام الشيعة! 1749