لا تتكفل الجماعات بتدريس المهارات الوظيفية لطلابها, لكن التدريب قد يفعل ذلك بكل تأكيد, فالجامعات تقدم المواد العلمية للطالب في قالب أكاديمي محض, بينما يتميز التدريب بتقديم مهارات أدائية راقية توسع مدارك الإنتاج الوظيفي وفق تحديد إمكانات الفرد الفكرية دون إهمال الوسط الاجتماعي الذي يعيش فيه.. فلا شك أن كل وظيفة مهما كان نوعها بحاجة إلى مقومات أداء لإحداث التميز والتفرد في نوع ومستوى الخدمة التي تقدمها..
مهارة التواصل مع الآخرين واحدة من أهم المهارات التي يحققها التدريب الجيد, لأنها تفتح أبواب العلاقات العامة على أعلى مستوى.. كما أنها تتيح للموظف أو المستفيد فرصة تلمس احتياجات الآخرين وتطويرها وتقديمها في قالب جديد يرضي طموحهم.
وبما أن الحياة لعبة علاقات كما يقال فإن تلك العلاقات لا يمكن أن تنشأ إلا في ظل مهارة تواصل عالية تقرأ أفكار الآخرين وتحلل لغة أجسادهم حتى تستطيع فهم الرسائل الإيجابية أو السلبية التي يقدمونها، بالإضافة إلى القدرة على إقناعهم بالرسائل التي نريد منهم فهمها واستيعابها.. فقد تكون الرسالة كلمة أو خدمة أو منتجاً، ولهذا يكون من الضروري تقديمها في ظروف ووقت وطريقة مميزة.
مهارة استغلال الوقت أيضاً من المهارات التي لا تقدمها الجامعات كأداة للنجاح والتميز، لكن التدريب يفعل ذلك حين يعلمنا فن إدارة الوقت والاستفادة من الفائض الزمني لتعديل سلوك مكتسب أو اكتساب سلوك معدل، وفي نهاية المطاف نحصل على شخصية منتجة وقادرة على إدارة مهامها الوظيفية والاجتماعية والشخصية بنجاح.
وإذاً فمن الضروري أن نحصل على مثل تلك المهارات حتى لا نبقى دون خط التميز والإبداع ما دام العالم يسير في طريق تطوير المهارات وصقلها وتقديمها كأدوات فاعلة في مجال العمل والإنتاج وبناء العلاقات.
والآن كيف يمكن أن نحصل على نوع هذا التدريب أو ذاك؟!.. إن من المفترض في بداية الأمر أن نتعرف إلى جوانب الضعف أو القصور الأدائي لديك، ومن ثم يتم تحديد نوع التدريب الملائم الذي سيلبي احتياجاتك، وإلى جانب ذلك ستحصل على مهارات ثانوية لم تكن تتخيلها نتيجة للعمل ضمن جماعة تسعى لتحقيق هدف واحد ومحدد.
الجدية والالتزام وروح المبادرة والحصول على صداقات جديدة ضمن لعبة العلاقات سابقة الذكر من أهم ما يمكنك التركيز عليه حتى تستطيع امتصاص أكبر قدر من المعلومات التي تضخها الدورات التدريبية في عروق برامجها الساعية لتطوير الذات ورفع مستوى الأداء وتحسين مستوى الخدمة المقدمة للمستفيدين أو العملاء.
لا يمكننا أن نعيش في معزل عن تطورات حياتية كثيرة قد نكون بحاجة إليها لإظهار قدرات كامنة أو اكتساب قدرات إضافية تجعلنا أكثر رضى عن أنفسنا وأكثر تقبلاً لواقعنا، مع قدرتنا أيضاً إلى التسلح بسلاح آخر تحيي طموحاتنا بدلاً من أن يقتلها.
ألطاف الأهدل
التدريب.. إحياء الطموح 1586